هل هناك أمل في الشفاء من وسواس الجراثيم والأدوية؟

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي هي معاناتي مع وسواس المرض والجراثيم، وازدادت المشكلة بعد انتشار فيروس كورونا؛ حيث أصبحت أخشى لمس الأشياء في المنزل، وإذا لمست أي شيء لا يخصني أغسل يدي بالماء والصابون مرارا وتكرارا.

وحتى ملابسي إن لمسها شخص آخر، أو احتك جسمي بأي شيء، أقوم بتغييرها مباشرة، مما أدى إلى ابتعادي عن صلاة الجماعة في المسجد خوفا من الاحتكاك بأي شخص، وإذا ضغطت على نفسي، وذهبت للمسجد، لا أخشع ولا أطمئن في صلاتي، وعند عودتي للمنزل أتجه مباشرة للحمام لأغسل جسمي كاملا بالصابون، وأبدل ملابسي.

أعلم أني بحاجة للدواء، ولكن المشكلة الأخرى هي أنني أخشى لمس الأدوية، ناهيكم عن أخذها، مصاب بمرض الروماتويد منذ 20 عاما، وأحتاج إلى أخذ الدواء حتى لا تتأثر مفاصلي، وكذلك أصبت بالاكتئاب والقلق بعد وفاة والدي -رحمه الله-، وتوجهت لطبيب وصف لي دواء الفافرين، ولكني لم آخذ الأدوية بسبب خوفي منها، فأنا أخاف من لمس الأدوية حتى وهي في علبها، فهل هناك حل لحالتي؟

أرجو من الله الشافي المعافي أن يشفيني وجميع مرضى المسلمين.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك -أخي الكريم- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: لا بد أن تأخذ الدواء، والدواء من الطبيب الثقة يجب أن نثمن عليه؛ لأن الطبيب الثقة يقوم مقام ولي الأمر فيما يتعلق بالعلاج، ونصيحته في أخذ العلاج يجب الأخذ بها، طالما استعان المريض بالطبيب -بعد الله تعالى-، وطلب منه المساعدة، فينبغي عليه اتباع طبيبه، وطاعته فيما أرشد ووصف من دواء.

أضف إلى ذلك (لكل داء دواء)، و(ما أنزل الله داء، إلا قد أنزل له شفاء، علمه من علمه، ‌وجهله ‌من جهله)، وقد أمرنا بتناول الدواء والتداوي، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تداووا عباد الله)، فيا أخي الكريم: هنا توجيه نبوي واضح جدا.

وأنا أرى -أخي الكريم- أن العلاج في حالتك يصل لمرحلة الوجوب، فلا تحرم نفسك من نعمة الصحة، ولا تعش مع المرض، وهذه الأدوية أسباب تؤدي إلى الشفاء -إن شاء الله تعالى-، وهي نعمة من نعم الله تعالى، وقد قيض الله تعالى للعلماء المقدرة على اكتشاف هذه الأدوية وتصنيعها، وهنالك أعلى درجات الانضباط والسلامة في صناعة هذه الأدوية.

إذا نوع الوسواس الذي تعاني منه -أخي الكريم- يتطلب علاجا دوائيا، ويجب ألا تتردد في هذا الأمر أبدا، وخذ بيدك إلى العافية والشفاء، وتناول الدواء.

لا يمكن -أخي الكريم- أن تعيش حبيسا للوساوس وآلامها وعذابها، فالوسواس مرض سخيف جدا، لكنه سهل العلاج أيضا.

وأنا أقول لك: تناول الدواء، وابدأ في تناوله مباشرة، والفافرين (Faverin) دواء فاعل، وفاعل جدا لعلاج الوساوس، لكن مع هذا النوع من الوسواس تحتاج أن تصل إلى ثلاثمائة مليجرام في اليوم، تبدأ طبعا تدريجيا، وترفع الجرعة، -وإن شاء الله- تصل لنتائج علاجية رائعة جدا.

أيضا عقار السيرترالين (Sertraline) والذي يعرف تجاريا باسم الزولفت (Zoloft)، يعتبر من الأدوية التخصصية جدا لعلاج هذه الوساوس.

هذه الأدوية سليمة، وهذه الأدوية فاعلة، والناس -يا أخي- تأخذ الأدوية، والناس تتعالج من السرطان، وتتعالج من أمراض كثيرة، وهناك أدوية لها آثار جانبية شديدة جدا، بالرغم من ذلك يأخذها الناس، لأن فيها نفع، وأي محاولات للعلاج السلوكي -مهما كان-، لا أعتقد أنك ستنتفع منه إذا لم يحدث التوازن الدوائي الكيميائي، وهذا يتم من خلال تناول الأدوية.

فيا أخي الكريم: أرجوك أن تتناول الدواء، وسوف تحس بالفرق، وطبعا الوسواس يجب أن تحقره، وألا تحاوره، وألا تناقشه أبدا، سخافة الوسواس تعامل بالتحقير والإعراض، وأرجوك أن تأخذ الدواء، وأريد أن أسمع منك بعد شهر من الآن ما وصلت إليه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات