السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
عندي مشكلة جعلتني أبكي ليلا ونهارا، أنا فتاة أعمل في شركة، عمري 26 سنة، يعمل معي في نفس الشركة شاب لطيف متدين، أخلاقه حسنة (الزوج الصالح الذي أدعو الله دائما أن يرزقني إياه)، المشكلة أن هذا الشاب يحاول منذ شهر أن يتكلم معي في موضوع الزواج به، وأتهرب منه؛ لأن عائلتي مصابة بمرض وراثي مرتبط بالدماغ، كما قال الأطباء، هذا المرض تبدأ أعراضه في 55 سنة من العمر، حيث إن الشخص المصاب لا يمكنه التحكم في جسمه كله، فتتحرك يداه ورجلاه ووجهه بدون إرادة، بل حتى الكلام والأكل لم يعد يقدر عليهما، ويصل الأمر مع التقدم في السن إلى التكشف، عمي الأكبر وجدتي كانا مصابين بهذا المرض، وقد توفيا، عمي الأصغر وعمتي أيضا مصابان به، والآن لا تستطيع حتى الصلاة، ولم تعد تتذكر أي سورة في القرآن، أما أبي فألاحظ أن الأعراض بدأت تظهر عليه بتحريك رجليه والأصابع بدون إرادته.
أفيدونا أفادكم الله، أنا لا أريد أن أظلم هذا الشاب، وخصوصا أنه اختارني لتديني، فهو أفضل مني جمالا وثقافة ووظيفة، والكثير من الفتيات الجميلات يتمنين الزواج به.
هل هناك علاج لهذا المرض؟ حفظكم الله من كل سوء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
المرض الوراثي الذي تتحدثين عنه هو ما يعرف بمتلازمة هنتنتون (Huntington disease) وهو مرض نادر جدا، ومن فضل الله علي أنني قد عملت ببريطانيا في أحد المراكز الطبية التي تتعامل مع هذا المرض، وعليه أود أن أوضح الآتي:
1- هذا المرض يصيب 50% من ذرية الشخص الذي يحمله.
2- الأعراض قد تبدأ من سن الأربعين فما فوق.
3- النقطة المهمة بالنسبة لك هو أنه أصبح الآن وعن طريق فحص الدم معرفة الشخص الذي سوف يكون مصابا أو حاملا لهذا المرض في المستقبل، وهذا الفحص يوجد في المراكز الطبيبة المتقدمة، ولا أعرف إن كان ذلك متوفرا في المملكة المغربية أم لا، ونصيحتي لك هي أن تقابلي أحد الأطباء المختصين في علم الوراثة وسؤاله عن إمكانية هذا الفحص.
وحسب نتيجة الفحص يكون الموقف كالآتي:
1- في حال عدم وجود فرصة أن يكون الإنسان حاملا للمرض فلا مانع من الزواج مطلقا.
2- في حال وجود ما يشير إلى ظهور المرض في المستقبل، فالأمانة تقتضي أن يبلغ الطرف الآخر، ويمكن أن يتم الزواج إذا تمت الموافقة بشرط أن لا يكون هنالك إنجاب، وأعتقد أن ذلك لا يتعارض مع رأي الشرع ما دامت هنالك دلائل يقينية بحدوث الضرر وليست دلائل ظنية ...والله أعلم، علما بأنه لا يوجد علاج لهذا المرض في الوقت الحاضر.
وبالله التوفيق والسداد.