أخي المراهق يعق أمي ويؤذيها كثيرًا، فكيف نتصرف معه؟

0 29

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بكم.

أنا لا أعرف ماذا أفعل في هذه المشكلة؟ هي عدة مشكلات، ولكنها في موضوع واحد، أرجوكم أفيدوني، لأني أخاف عليهم.

مشكلتي هي عن أخي وأمي، أخي يسب أمي ويعلو صوته عليها، هي وجدتي -أم أمي- ولا يسمع كلامهم، علما أنه كان يسمع الكلام، ويحترم الأكبر منه، ولكن منذ أن خرج للشارع، وأصبح يلعب مع أصدقائه في الشارع، أصبحت أخلاقه ليس لها وجود، وأصبح لا يسمع كلامنا، وأنا كنت صغيرة لم أكن أعرف أن هذا سيغيره، ولكن الآن هو تغير أصبح يسب ويعلو صوته علينا، ولكنه لا يفعل ذلك أمام أبي فهو يخاف منه بشدة، لدرجة أنه لا يتجرأ أن يتحدث أمام أبي بتاتا، وهو 11 عاما أخاف عليه عندما يكبر يصل به الأمر إلى أن يضرب أمي، وهذه مشكلة أخي.

أما مشكلة أمي أنها تضرب أخي على أي شيء يسير، وتدعو عليه مثل باقي الأمهات كالعادة، ولكن دائما، وفي اليوم مرات عديدة، وتقول له إنه غبي، ولا ينفع في شيء، مثل بقية الأمهات عندنا في بلادنا، ولكن هذا يؤثر على نفسيته، وأنا كنت أعمل معه هذا.

هداني الله، وأصبحت قريبة من الله -والحمد لله- وأصبحت لا أفعل هذا معه، ولا أضربه، ولا أقول له أي شيء، وأنا أعرف كيف تتعامل أمي معه، وأسلوب تربية أمي لإخوتي خطأ، ولكني أعذرها، لأنها لا تعرف ذلك، وهذا ما تربت عليه الأجيال السابقة.

أعرف أيضا أن التربية بالطريقة هذه تسبب عقدا نفسية، لأني مررت بها وأعرفها، وأحاول جاهدة أن لا يحدث هذا لإخوتي، ولهذا أنا خائفة على أخي وامي، وأنا أدعو لهم في صلاتي أن يهديهم الله، ولكني أريد أن أفعل شيئا وأمي تضربه أمامي، ولا أفعل شيئا يؤذيني من الداخل.

أفيدوني، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يصلحك وأن يهدي أخاك، وأن يحفظ والديك، وأن يرزقكم برهما، إنه جواد كريم بر رحيم.

أختنا الكريمة: إننا نحمد الله عز وجل، تلك الهداية والصلاح، ونسأل الله أن يثبتك على الحق وأن يجعلك من أهل طاعته، كما نحمد الله إليك هذا العقل والتفكير، وما حرصك على أخيك إلا دليل خير فيك، نسأل الله أن تكوني خيرا مما نظن، وإنا نتفهم قلقك من الغد، ونود قبل أن نجيب عليك أن نلخص ما فهمناه حتى يكون الجواب مرتبطا بهذا الفهم، فإن كان ما فهمناه صوابا فدونك الجواب، وإن كان فهمنا خطأ فنرجو تصويب الفهم، ومراسلتنا مرة أخرى.

أنت الأخت الكبرى لشاب في الحادية عشرة من عمره، والدتك تعامله بقسوة، وهو مؤخرا صار يسب أمك وجدته، ولكنه لا يستطيع أن يفعل ذلك أمام والده لخوفه منه، وأنت تخشين حين يكبر أن ينفلت العيار فيصيب الوالد، أو على الأقل يتطور الأمر مع الوالدة.

هذا بالإضافة إلى تعامل والدتك معه، من حيث الضرب والدعاء عليه، وأنت عند ضربها له تودين أن تفعلي شيئا ولكنك لا تستطيعين ذلك.

إن كان هذا الفهم صوابا فجوابنا في العناصر التالية:

أولا: من الطبيعي عند دخول الشاب فترة المراهقة أن تتغير بعض تصرفاته، نظرا لانتقاله من طور الطفولة إلى بداية الشباب، ومحاولة إثبات ذاته تختلف باختلاف الشاب نفسه، لكن هذا التحول ليس شرطا أن يكون خاتمة سلوك الشاب، بل هي فترة قد تمر ويتجاوزها صاحبها سالما، وهذا يطمئنك، أختنا.

ثانيا: الأخ مع ما ذكرت من سوء إلا أنه لا يزال في مرحلة التكوين، ومكانة أبيه عنده حاجز جيد عن التجاوز، واستغلال هذه النقطة عامل مهم في تقويم الشاب على ما سنوضح.

ثالثا: إذا أردنا تجاوز هذه المرحلة بسلام فإننا ننصحك بما يلي:

1- الحديث مع الوالدة عن طريق بعض صويحباتها أو أخواتها عن خطورة ضرب المراهق في هذا السن، وعن وجوب إظهار محبة الأم لولدها، حتى لا يقع فريسة لمن ألان له القول، وعن الطرق المثلى في التعامل مع المراهق، على أن يكون الحديث مع الوالدة بلغة الود، وليس من باب النقد، لأن النقد حاجز وسيدفعها للانتصار لنفسها، أو طريقة تربيتها، والتي هي في نظرها صحيحة.

إذا أضفنا إلى هذا المنهج في التعامل مع الوالدة، ضرب الأمثال الإيجابية والسلبية في تعامل الآباء مع الأولاد، وربط ذلك بالإسلام فإن هذا أسرع في الإقناع وأيسر في الفهم.

2- الحديث مع الوالد عن طريق أصحابه أو إخوانه أو من يثق فيهم من العلماء والدعاة، عن ضرورة احتضان الولد في هذه المرحلة، فإن عجزت عن التوصل لأحد؛ فيمكنك أن ترسلي رسالة إلى شيخ المسجد الذي يصلي فيه والدك، ليتحدث عن فن التعامل مع المراهق، وحدود الحزم، وموقع اللين، وصورته وضرورته.

3- هناك كتابات كثيرة في التعامل مع المراهقين، منها مثلا: تربية الأولاد في الإسلام، للدكتور عبد الله ناصح علوان، وكتاب "تربية المراهق" بين الإسلام وعلم النفس، للدكتور محمد السيد الزعبلاوي، وغير ذلك كثير، فإن كان الوالد والوالدة ممن يحبون القراءة فلا بأس أن تجعلي تلك الكتب في مكتبة البيت أو في غرفة نومهما، وإن كانا من محبي الاستماع فهناك مقاطع كثيرة تتحدث عن ذلك، المهم أن تصل إليهما المعلومة بطريقة غير مباشرة.

4- وثقي علاقتك -أختنا- بأخيك أكثر، واقتربي منه، وأكثري من مدحه والثناء عليه، وكلفيه ببعض المسؤوليات التي تعظم فيه رجولته، ولو يسيرة، وامدحيه على أقل إنجاز.

5- من المهم جدا أن يرتبط الشاب بالتدين، وأن يكون له صحبة صالحة، وهذا يحتاج إلى حوارات مكثفة معه، المهم أن تكون قاعدة تلك الحورات المحبة.

6- عمقي في نفسه ثمرة البر وأجر البار بأبويه، وما أعده الله لهم، ويمكنك عن طريق الرسائل المنقولة المصورة أو المسموعة أن تدعمي هذا التوجه.

أختنا الكريمة: السير على المسارات السابقة (الأم، الأب، إظهار محبتك له ومحاورتك معه، الصديق الصالح، الدعاء) بالتوازي مع الصبر والدعاء، وحسن الصحبة هم جسر إنقاذ لأخيك، إن شاء الله.

نسأل الله أن يجزيك خير الجزاء، وأن يعينك على هذه الرسالة العظيمة، وأن يكتب أجرك، وأن يهدي أخاك، وأن يحفظ والديك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات