تقدمت لخطبة فتاة ولكن سمعة أختها سيئة، فهل أكمل معها؟

0 35

السؤال

السلام عليكم.

تقدمت لخطبة فتاة، ولكني علمت بعد ذلك بأن سمعة أختها كانت سيئة، وهي الآن متزوجة، فهل أتجاوز الماضي وأتزوجها أم لا؟ كما أن أمها هي صاحبة الكلمة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يختار لك الزوجة الصالحة، البرة، التقية، وأن يعينك على برها والإحسان إليها.

أخي الكريم: أول ما ينبغي أن تجيب عنه قبل جوابنا عن سؤاليك هو: دين الفتاة وخلقها؟ هل الفتاة متدينة؟ وأخلاقها طيبة؟ ذلك أن الزواج السليم المبني على أسس صالحة ما كان عماده الدين والأخلاق، وهذا ما نبه إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه رواه البخاري ومسلم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك).

فالدين هو أساس البناء، وما يليه بعد ذلك هام ومرغب فيه، ولكن بعد وجود الأساس الأصلي وهو الدين والخلق.

ثانيا: إن راق لك تدين الفتاة وأخلاقها، وراق إليك كذلك منها ما يرغبك في نكاحها، فاعلم -أخي الكريم- أن الفتاة لا علاقة لها بأختها، ولا تتحمل هي وزرا لم تقع فيه، والله عز وجل قال: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، وعليه فاطرح هذه المسألة من رأسك، ولا تكلم فيها أحدا، ولا تناقش الفتاة أو تحاول الاستقصاء؛ لا سيما والفتاة الأخرى قد تزوجت -والحمد لله-، وأنت لا يخفاك أن ألسنة الناس حداد شداد، وأن البعض لا يتورع عن قول ما لا يجوز، والبعض يضخم القصص، والبعض له أغراضه الدنيئة، فاتق الله، واحذر أن تتتبع الأمر، أو حتى محاولة التأكد من صحة ما قيل في حق أختها؛ فالمرأة في عصمة رجل، ولست مسؤولا عنها.

ثالثا: تحكم الأم في بيتها قد يعود لضعف الأب، أو لعوامل أخرى، لكن هذا لا يعني أن كل بنت ستكون مثل أمها في مثل هذا السلوك، وأنت من البداية إذا جمعت بين الحزم والود، وبين الكلمة الطيبة الجميلة والموقف الثابت، وكنت في بيتك حكيما، فاعلم أن هذا لن يورث للفتاة -إن شاء الله-.

رابعا: نريدك -أخي- بعد الاستشارة والاستخارة أن تتوكل على الله عز وجل، وأن تعلم أنه لا توجد امرأة كاملة، كما لا يوجد رجل كامل، وأن الزواج المستقر هو ما يبنى على الخير الأكثر لا الخير المطلق، فاقبل من المرأة بعض هناتها في مقابل ما بها من خير، وإنا نسأل الله أن يبارك لك، وأن يرضيك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات