صرفت الكثير في تجهيزات الزواج وعجزت عن إكمالها، فماذا أفعل؟

0 5

السؤال

السلام عليكم

كتبنا الكتاب يا شيخ، وصرنا في تعب بسبب مصاريف الزواج، فالصرف كثير جدا على البيت والتجهيز، وعلي دين كثير، وما زلت أريد مالا، ولا أعرف كيف أتصرف!

أدعو ربنا كثيرا أن يفرجها علي، فالحاجة للمال تزيد أكثر، ولا أعرف متى نحدد ميعاد الزفاف، والوضع صار صعبا، ولو تزوجت وعلي دين سيزداد الهم، أرجو أن تدعو لنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمركم، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا يخفى عليك أن الذي عليه ديون ينبغي أن يبدأ باللجوء إلى الله تبارك وتعالى، فإن الأمر بيد الله وحده سبحانه، ثم بعد ذلك يبذل الأسباب التي تعينه على تجاوز أمر الديون، ونعوذ بالله من غلبة الدين وقهر الرجال.

أيضا من الأمور المهمة التي نحب أن نبشركم بها: أن من الذين يعينهم الله تبارك وتعالى من يطلب العفاف، الذي يريد أن يتزوج يطلب العفاف، والكريم العظيم الرحيم الرزاق وعد المتزوجين فقال: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم)، وحتى فهم السلف هذا المعنى، فكان قائلهم يقول: (التمسوا الغنى في النكاح)، فنسأل الله أن يسهل أمركم، وأن يصب عليكم المال والخير صبا، إنه على كل شيء قدير.

من المهم جدا أن تهتموا بمسألة تيسير هذه الأمور، فإن كثيرا من المصاريف التي يتحملها الأزواج في بداية حياتهم ما هي إلا مظاهر اجتماعية، ولذلك من المهم جدا أن ندرك أن البركة في الزواج دائما في تيسيره وفي البساطة، والإسراف في ذلك ليس مطلوبا، بل لو كان الإسراف والمبالغة في المهور وتكاليف الزواج مكرمة، لسبقنا إليها رسولنا -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام -عليهم من الله الرضوان-.

لذلك الإنسان ينبغي أن يقدم تنازلات -أقصد الطرفين- حتى يتم هذا المشروع، وبعد ذلك الزوجة تأتي برزقها، و(طعام الاثنين يكفي الأربعة)، وإذا رزق الله بأطفال فسيأتون بأرزاقهم، (وهل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم)، فما علينا إذا إلا أن نعيد ترتيب الأمور، ونزيح الأشياء التي ليست من الأهمية بمكان، ونجتهد في أن نقتصد، وتدبير المعيشة هو نصف المعيشة، فينبغي أن ترتبوا حياتكم، ونحن بدورنا نسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر أمركم، وأن يوسع رزقكم، وأن يعينكم على إكمال مراسيم الزواج، هو ولي ذلك والقادر عليه.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات