السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أنا فتاة متزوجة أبلغ من العمر 18 سنة، تزوجت برجل صالح عطوف وحنون، وهو لي نعم السند والمعين بعد الله عز وجل، وشاءت الظروف أن أعيش مع أمه والتي هي حماتي التي أذاقتني أنا وزوجي ضروبا وأنواعا من الإساءات، ورغم ذلك صبرنا وتصبرنا وعاملناها بالحسنى عل وعسى أن يغير هذا من معاملتها.
وها هو ذا موعد ولادتي قد اقترب ولازالت على نفس الوتيرة ، تسبني وتسب زوجي ولا ترحمني، وعلى اعتبار أن المنزل الذي نعيش فيه هو ملك لها ، حيث كتبه أبو زوجي لأمه قبل وفاته فهي طالما تهددنا بالخروج منه وتركه لها وحدها.
زوجي لا يريد الخروج رغم أنه مقتدر ماليا؛ لأنه يرى أن في تركه للبيت تركا لبر والدته فأمه ليس لديها أحد غيره وهو يخاف عليها من الجيران وصديقاتها خاصة وأنها امرأة في الستين من عمرها ونظرها غير جيد، لكنها تصر على أنها قادرة على العيش وحدها دون حاجة لأحد.
المشكلة تكمن في أنني ضقت ذرعا من تصرفات حماتي وقسوتها، وأتمنى أن تدلوا بآرائكم فنستفيد منها.
وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فشكرا لمن صبرت على الأذى وقدرت ظرف زوجها، ولن يضيع أجركما عند الله، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب فإنه ينسى ما يجد من الآلام، ونحن نتمنى أن تشجعي زوجك على البر بأمه والإحسان إليها مع الحرص على عدم تضييع حقك.
وإذا كانت هذه الأم كبيرة فالتمسوا لها الأعذار فأنتم أبناؤها الصغار، فعليكم بالدعاء لها وتقدير ظرفها، ولو كنت في مكان الزوج فلن تستطيعي إلا أن تصبري وتكوني إلى جوار والدتك في آخر عمرها.
ومع تقديرنا العظيم لصبرك وظرفك إلا أن الرجل العطوف الحنون يستحق أن تضحي من أجله، ولن يضيع أجرك عند الله، وسوف ترتفع منزلتك عند هذا الزوج، وأبشري بأبناء بررة، فإن الجزاء من جنس العمل، وإذا كان الزوج يشاركك المعاناة فهذا مما يعينك على الصبر ويخفف عليك.
وأرجو أن تتذكري أحوال بعض النساء اللاتي يعانين من أم الزوج وأهله ومن الزوج كذلك، وإذا تذكر الإنسان مصائب الآخرين سهلت في عينه مصيبته.
ونسأل الله أن يكتب السلامة وأن يسمعكم ما يفرحكم، وأن يخلصك بالسلامة وأن يرزقك أطفالا ينسونكم هذه المعاناة.
وبالله التوفيق والسداد.