أحب أحد أقاربي بشدة لدرجة أنه أثر على دراستي، فماذا أفعل؟

0 20

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر 15 سنة، وأحب واحدا من أهلي، وهو بعمر 22 سنة، أنا داخلة على أول ثانوي أزهري، وموضوع أني أحب هذا الشخص أثر علي جدا، لأني طوال الوقت أفكر فيه، أنام وأحلم به، وأقوم وأفكر فيه!

حتى إني محتفظة بكل صوره على (موبايلي)، علما أني ليس لي علاقة تواصل به، ولا أكلمه، أو أي شيء، ولكن كيف أتخطاه وأركز في دراستي؟ هل الاحتفاظ بصوره ومراقبة أخباره حرام؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -يا ابنتي- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وأن يصرف عنك شر كل ذي شر.

ابنتنا الكريمة: إننا نحمد الله إليك حرصك على معرفة الحلال من الحرام، ومعرف الدلائل الحقة من الإرهاصات الشيطانية، فإن الإنسان -يا ابنتي- أحد اثنين:
إما أن يتعلم دون أن تزل قدمه، وذلك بسؤال أهل الاختصاص ثم العمل بنصيحتهم.
وإما أن تعلمه التجربة، والألم في الأخير شديد، والعاقبة فيه وخيمة، والإصلاح بعد ذلك عسير.

ابنتي: قبل أن نجيبك لا بد أن نقعد قاعدتين هامتين:

القاعدة الأولى: أن كل شيء بقدر، ومن قدره الله لك زوجا معلوم باسمه من قبل أن يخلق الله السماوات والأرض، وما سيقضيه الله في وقت سيأتي في الوقت الذي حدده الله عز وجل، فلن يعجل بالقدر أحد، كما لن يؤخره أحد، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فرغ الله تعالى من مقادير الخلق، قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء ".

الثانية: أن قضاء الله وقدره خير للعبد من إرادته ومحبته: هذه القاعدة -أختنا- تريحك، لأن الله يعلم ما لا نعلم، ويختار لعبده الصالح الخير الذي يصلحه ويسعده، وقد تعلمنا أن المرء قد يحب الشر يحسبه خيرا، ويرفض الخير يحسبه شرا، وهذا بعض قول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

هاتان القاعدتان سلوى لكل مؤمن ومؤمنة، لأنهما يعلمان أن الخير في قدر الله لا في غيره.

ثانيا: قد ذكرت على صغر سنك أنك أحببت أحد أهلك، وهو يكبرك بسبعة أعوام، وهذا يعني أنه إما في الدراسة أو قريب الانتهاء، وهذا عجيب من ناحيتن:
- صغر سنك نسبيا على الزواج أو التفكير فيه.
-عدم جاهزية الشاب من حيث القدرة على الزواج فضلا عن عدم معرفته بأمرك.

الحق -يا ابنتي- أن هذا تلاعب الشيطان بك، خدعك فانخدعت له، وضعفت فقوي عليك، وقد استغل صغر سنك وصرف عاطفتك إلى ما يجهدك ولا يصلحك، ويشتتك ولا يسعدك، فاحتفظت بما حرم الله، أعنى صورته، والتي هي طاعون في غرفتك؛ لأن الشيطان سيعمد إلى تعظيمه في نفسك، حتى يشغل عليك تفكيرك، وقد يعمد إلى أن يريك إياه له في المنام حتى يعلق في ذاكرتك، وساعتها أنت أحد اثنين:
1- إما ضائعة ملتمسة رضاه، وقد يؤدي هذا بك إلى غضب الله عز وجل، وضياعك وضياع أهلك معك، وساعتها الندم لن ينفعك، ولن ينقذك من تأنيب ضميرك، ولا من غضب أهلك، ولا من الصورة السلبية التي ستعلق بكم.

لا تحسبي -يا ابنتي- أن هذا الكلام بعيد، فنحن نعلم كثيرا من بناتنا الصالحات الغافلات الطيبات قد أودى بهن هذا الطريق إلى الشتات، وبعضهن إلى الانتحار، والله المستعان.

2- إما ضائعة مشتتة البال لكنك لم تتقدمي خطوة تجاهه، وهذا يسلمك من الوقوع في المصيبة الكبرى، ولكن تعيشي العناء المؤدي إلى الفشل، فلن تستطيعي التحصيل العلمي، ولن تستطيعي التفوق في دراستك، وهذه كارثة نفسية واجتماعية عليك.

ثالثا: نصيحتنا لك يا ابنتي:
1- حذف الصور فورا، والتوبة إلى الله مما كان منك، والعزم على عدم العودة إلى مجرد التفكير في ذلك.

2-عدم التواجد في أي مكان هو فيه أو تتبع أخباره، أو الاستماع إلى أحواله.

3- تحديد أهدافك في الدنيا والآخرة، والإقبال على الله عز وجل، وتحفيز النفس للدراسة والعمل الجاد.

4- الابتعاد عن الفراغ وتجنب الجلوس وحدك من غير عمل فكلاهما شر كبير.

5- الإيمان الجازم بأن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وهنا يأتي اليقين الجازم بأنك متى ما ابتعدت فإن الله إن علم فيه خيرا لك فإن الله سييسره لك، وإن علم فيه شرا فإن الله سيصرفه، وسيرزقك الله من هو خير لك منه.

6- المحافظة على الفرائض والنوافل، وكثرة الدعاء لله أن يصرف عنك الشر.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات