اكتشفت أن أخي يكلم فتاةً فنصحته ولم ينتهِ، هل أخبر أبي؟

0 32

السؤال

اكتشفت أن أخي يتكلم مع فتاة، وأنا حذرته أكثر من مرة بأن هذا الفعل حرام، وحذرته وذكرته بمقولة: (كما تدين تدان) ورغم كل ذلك إلا أنه ما زال يكلم الفتاة، في هذه الحالة هل أخبر أبي أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راكان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التعامل مع مثل هذه القضايا في الأسرة يتطلب حكمة ورفقا، قبل أن تتخذ قرارا، ومن الجيد مراعاة بعض النقاط:

1. قبل أن تقوم بإخبار والدك، حاول معرفة أسباب التواصل بين أخيك وتلك الفتاة، هل التواصل له مبرر؟ كأن يكون من أجل عمل أو مساعدة دراسية مثلا، أو هو تواصل عاطفي؟ وهل هناك مشاعر عميقة بينهما؟ فمعرفة السبب ونوع التواصل يحدد نوع التصرف ودرجته.

2. إذا كنت قد حاورته مرة واحدة أو مرتين، فربما تحتاج إلى محاولات أخرى، في بعض الأحيان، قد يكون الشخص بحاجة إلى الوقت لكي يفكر فيما تمت مناقشته.

3. من المهم أن تتذكر أن نصيحتك لأخيك يجب أن تأتي من دافع حب ورغبة في مصلحته، وليس من مكان اللوم أو الانتقاد، ولا شك أنك مأجور على ذلك، فالدين النصيحة.

4. إذا قررت إخبار والدك، فكر في العواقب التي قد تحدث، كيف سيتفاعل والدك؟ هل قد سيتسبب ذلك في توتر في العلاقة بينك وبين أخيك؟ هل هناك طريقة يمكنك من خلالها حل الموضوع دون التسبب في مشاكل أكبر؟ هل الوالد لديه الحكمة الكافية للتعامل مع مثل هذه المشكلة؟

5. قبل أن تتخذ قرارا، قد يكون من المفيد الحديث مع شخص ثالث ثقة، مثل شيخ أو مرشد ديني، للحصول على وجهة نظر محايدة، ونصائح قد تساعدك في التعامل مع الوضع، وعليك أن تبحث عن طرف ثالث مناسب كأحد إخوانك الآخرين- إن كان لديك أخ غيره- أو حتى والدتك.

في النهاية، الأمور الشخصية مثل هذه تعتمد كثيرا على الوضع الفردي والديناميات داخل الأسرة، اسع لأن تتخذ القرار الذي يحافظ على مصلحة الأسرة، ومصلحة أخيك في المقام الأول.

تذكر أن منهج النصيحة مذكور في سورة العصر، قال تعالى: (وٱلۡعصۡر * إن ٱلۡإنسٰن لفي خسۡر * إلا ٱلذين ءامنوا وعملوا ٱلصٰلحٰت وتواصوۡا بٱلۡحق وتواصوۡا بٱلصبۡر).

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات