السؤال
السلام عليكم
مشكلتي مع زوجة أبي التي تقاطعني منذ سنوات، انفصل والداي وأنا بسن 12 سنة، بعد خلافات ومشاكل طويلة، وأنا وأخي الأصغر بقينا عند والدنا.
بعد أربعة أعوام تزوج أبي مجددا، وكانت علاقتي بزوجته طيبة، ولكن بعد مدة من الزمن بدأت الخلافات، وكانت دائما تتهمني أني أريد أن أخرب بيتها، وأطلقها، وهذا ليس بصحيح.
دامت الخلافات والقطيعة لأشهر، وفي عام 2018م اتهمتني بأني عملت لها سحرا، أو أن أمي عملت سحرا وأنا ساعدتها! وهذا كذلك ليس بصحيح.
أبي يصدق نظريتها أن أمي وجدتي عملتا لهما سحرا، ويلومني على مساندتهم والتكتم عليهم.
غادرت بيتنا العائلي لبيت جدي القريب منهم، ولكني دائما أسمعها تصرخ، وتتهمني كذبا وزورا، وقطعت عني إخوتي، وحتى أبي يكلمني مرات كل عدة أشهر خفية منها.
الحمد لله، أنعم الله علي بمنحة للدراسة في الخارج في نفس العام، فغادرت بدون نية للرجوع، ورزقني الله بزوج صالح، وابن محب، ولكن قلبي يشتاق لأبي وإخوتي، وحتى عند زيارتي بعد عامين غياب لا زلت أسمع اتهاماتها وصراخها على أبي، فأقرر أن أذهب دون رجعة، ولكن قلبي يتألم، واليوم بعد ست سنوات أريد حلا لهذا الأمر، وأريد أن أرى عائلتي مجتمعة، وسعيدة، ولو لمرة.
علما بأن زوجة أبي كانت تتهمني بأشياء كثيرة، لم أفعلها، وكانت أيضا تتهم أناسا آخرين بالسحر قبل زواجها، وأرجح أنها مصابة بمرض نفسي يدعوها للشك بالناس، وأيضا أبي كان هكذا دائما يشك في نيات الناس، وخاصة أمي، وأنا -والله- تعبت من هذا الشتات.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رجاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يبارك فيك، وأن يصلح حال زوجك وولدك، وأن يجمعك بأبيك وإخوتك، في غير ضراء، إنه جواد كريم.
أختنا الفاضلة: إننا نحمد الله إليك أن رزقك هذا الزوج الصالح والولد الودود، وتلك -والله- نعمة من الله عليك، عوضك بها عما كان، ونسأل الله أن يديم عليكم الأمن والأمان والسلامة.
أما بخصوص زوجة أبيك وإخوتك، فلا شك أن الأمر شائك، فقد ذكرت أن الوالد مصاب بداء الشك، وأن زوجة أبيك كذلك تشك في كل من حولها، وأن رواية السحر تلك قد علقت في أذهانهم، وذهابك إلى بيت جدك ترك المجال للشيطان أن يعبث بتلك الأفكار، وأن يوجد لها من الأوهام ما يثبت الرواية الفجة، وإن كانت كاذبة، فإذا وجدت ورقة مثلا في مكان ما؛ هيأ لها الشيطان أن هذا بقايا سحر، وبالطبع ستهرول إلى والدك والذي بدروه سيصدق، وإخوتك في البيت لا يسمعون إلا رواية واحدة، وهذه كلها عوامل ضغط يجب أن تكون في حسابك، ولذا فنحن نقترح عليك ما يأتي:
1- التواصل الدائم مع الأم، ومحاولة التواصل مع الأخ الأصغر، بعيدا عن زوجة الأب.
2- الاجتهاد في تعميق العلاقة بين أخيك الأصغر وأمه، ولو من بعيد.
3- إن كان والدك يذهب إلى العمل فاتصلي به في وقت عمله، واجتهدي في إقناعه بأن هذا لم يحدث وأنك محبة له، حاولي أن توقظي أبوته بعيدا عن رقابة زوجته.
4- بعد التواصل الدائم، وقبل النزول إلى البلاد، أخبريه أنك تريدين رؤيته ورؤية الأخ الأصغر.
5- أكثري من الدعاء لله عز وجل أن يشرح قلب أبيك لك، وأن يجمعكم به على خير.
أختنا الفاضلة: هذه وصيتنا لك، ونود هنا أن نلفت انتباهك إلى أن بيتك الأصل اليوم هو زوجك وولدك، فلا يجب أن تتأثري بما كان، ولا أن يتضرر بيتك بسبب تشتت أفكارك، ومتابعة أمور والدك وإخوتك، نعم، صلة الرحم واجبة، ومن المهم التواصل معهم، لكن بتوازن، ولا يكون على حساب بيتك وولدك.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يسعدك، وأن يجمعك بأهلك قريبا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله المستعان.