السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة، لدي مشكلة مع والدي بخصوص الالتزام، فمنذ أن تدينت وهم يمنعونني من كثير من الأمور، وأول ما منعوني منه هو ارتداء الحجاب، ولكني ولله الحمد تمكنت من ارتدائه بتوفيق من الله، رغم هذا المنع، وهم يمنعونني أيضا من طلب العلم، وحضور مجالس الخير والصحبة الصالحة، لقد طال بي هذا الأمر، فأنا أعاني من هذا الاضطهاد منذ 4 سنوات لم يتغير شيء من هذا الوضع.
لم أعد أحس بطعم الحياة، خصوصا بعد رفضهم لتزويجي بالرجل الذي وجدت فيه الصفات المناسبة ( الدين والخلق)، فقد قمت بصلاة الاستخارة عدة مرات ووجدت ارتياحا لهذا الرجل وهو كذلك.
لست أدري ما الذي يجب علي القيام به، لم أعد أطيق هذا، أنا في انتظار نصيحتكم وجزاكم الله عني كل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فردوس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يهدى أهلك.
هنيئا لمن تعيش حياة الغربة، وطوبى للغرباء، ومرحبا بمن تقبض على دينها كالقابض على الجمر في موقعها وبين آبائها وإخوانها، ونسأل الله أن يسهل لك الأمر، وأن يرزقك الثبات رغم الضيق والضير، وأن يدل أهلك على طريق الخير .
أرجو أن تعلمي أن الذي وفقك للحجاب وهداك للصواب سوف ينصرك ويخرجك من حياة الضيق والعذاب، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب نسي ما يجد من آلام وأتعاب، فأكثري من اللجوء إلى الله، فانه لطيف وهاب.
لست أدري ما هي أسباب رفضهم؟ ولماذا لم تكلمي العقلاء والفضلاء من أرحامك، ولن يضيع الله فتاة تستخيره وتتوكل عليه، ونحن نتمنى أن يكرر ذلك الرجل المحاولات، ويتفهم ظروفك ويجتهد في تخليصك مما أنت فيه، كما أرجو أن تبذلوا الأساليب، فتكلمي الوالدة والعمات والخالات، وتطلبي مساعدة ومشورة الصالحات، ولا تنزعجي فإن عليك فعل الأسباب ثم التوكل على الكريم الوهاب.
أشغلي نفسك بذكر الله وتلاوة الكتاب، واعلمي أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، وأن الأمة لو اجتمعوا وخططوا وكادوا ليضروك بشيء لن يستطيعوا إلا بشيء قد كتبه الله عليك، وإن اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف، وإذا لم يكن للرفض سبب فأرجو أن يكون في العقلاء من يتمكن من أخذ الحق لك، وأرجو أن تصبري عليهم وتقابلي إساءتهم بالإحسان، وواصلي برك لوالديك، واحتملي الأذى، واصبري فإن العاقبة للصابرين .
ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك.