السؤال
أنا مريض، وعندي سحر، وهذا السحر أثر علي بدوخة شديدة بحيث إنني لم أستطع الخروج من المنزل، ما هو علاجي؟
بارك الله فيكم، وشكرا لكم.
أنا مريض، وعندي سحر، وهذا السحر أثر علي بدوخة شديدة بحيث إنني لم أستطع الخروج من المنزل، ما هو علاجي؟
بارك الله فيكم، وشكرا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ثابت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به وبعد:
أخي ثابت: دعنا الآن نبدأ المسألة من أولها: من أخبرك أن عندك سحرا لمجرد الدوخة؟ ثم من أخبرك أن الدوخة هي التي تقعدك فلا تخرج بسببها من البيت؟
هذه المسألة يجب أولا أن تحسم بطبيب، فالدوخة أخي لها أسباب طبية يجب ابتداء التأكد من سلامتك منها، ثم بعد ذلك هناك عامل نفسي قد يكون مرتبطا بمسألة الدوخة التي تشعر بها، وعليه فإن أول ما ينبغي فعله هو: الذهاب إلى الطبيب والتأكد من خلوك من أعراض الدوخة، فإن أخبرك بصحتك من الناحية البدنية، فإننا ننصحك بعدها بما يلي:
أولا: الاعتقاد بأنه لا يقع في ملك الله إلا ما يريد الله عز وجل، وكل شيء عند الله بتقدير، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر)، والمؤمن يعتقد ذلك ويؤمن به في إطار قول الله تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون)، لذا أول ما نوصيك به أن تجمع قلبك على دينك، وأن تثق أن الأمور بيد الله عز وجل، وأن الله قادر على كل شيء، فاستعن بالله أولا ولا تعجز.
نعم السحر ثابت في القرآن والسنة، قال تعالى: {فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه}، وقال تعالى: {سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم}، لكن ومع ثبوت هذا الأمر من عقيدة أهل السنة أنه لا يؤثر إلا بقدر الله عز وجل، قال تعالى: { وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله}، وثبت في سنن الترمذي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك).
فعليك ابتداء أن تستعين بالله عز وجل وأن تعلم أن الضار النافع هو الله، وأن الشافي هو الله، وأن توقن أن الله ما أنزل داء إلا وأنزل له شفاء.
ثانيا: التوكل على الله والاستعانة به، فإن السحر مرض ولا يرفعه إلا الله عز وجل، كما قال جل وعلا على لسان خليله إبراهيم عليه السلام: ( وإذا مرضت فهو يشفين ).
ثالثا: هناك رقية شرعية في علاج المسحور، وهذا يقوم به أي أحد، فلا يشترط لذلك وجود شيخ، بل يمكنك أنت فعل ذلك بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، بما ثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه من الأذكار والرقي، وكذلك بالأدعية المباحة المشروعة، ومن المعلوم أن هذا بحمد الله متوفر، وقائم لكم، فإن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين }.
فأحضر بارك الله فيك إناء ماء، واقرأ عليه هذه الآيات وانفث في الماء بعد قراءتها، ثم إذا انتهيت صب الماء على رأسك، واشرب واغتسل منه: والآيات هي:
- قراءة سورة الفاتحة.
- قول الله تعالى : {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان...) إلى قوله تعالى: (ولمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعملون} سورة البقرة : 102.
- آية الكرسي . 255.
- آخر آيات سورة البقرة من قوله تعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون}.
- قول الله تعالى: { فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون* فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين* وألقي السحرة ساجدين* قالوا آمنا برب العالمين }، [ سورة الأعراف].
- وقوله تعالى: {قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون } [ سورة يونس]، وقوله تعالى:{ ولا يفلح الساحر حيث أتى } سورة طه.
- سورتا الفلق والناس، وسورة الإخلاص.
ثم الدعاء بالشفاء، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه رقى وارتقى وأنه قال: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا).
ولا بأس بالتكرار حتى بعد الشفاء بإذن الله، ونسأل الله أن يشفيك وأن يعافيك.
رابعا: حافظ على أذكار الصباح والمساء -أخي الكريم-، وأذكار النوم، وقراءة سورة البقرة كل ليلة في البيت أو سماعها، ففي صحيح مسلم وغيره عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة" والبطلة هم السحرة.
وفي صحيح ابن حبان عن سهل بن سعد -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام"، وفي المستدرك مثله عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
خامسا: إذا أتتك الدوخة وأنت مقيم على ذلك، وأخبرك الأطباء أنك صحيح البدن سليم التحاليل، فإننا ندعوك إلى عدم الاستسلام النفسي لمسألة عدم الخروج من الغرفة، بل قاوم واخرج من غرفتك في محيط آمن كالبيت أو الشارع الذي أنت فيه، المهم أن تكسر هذا الحاجز النفسي عندك.
وأخيرا: أخي الكريم: المداومة على هذه الرقية مع الأذكار كاف بإذن الله في الشفاء، المهم اليقين والصبر، وإن استطعت أن تذهب لمكة للعمرة فخير زائد.
نسأل الله أن يشفيك، وأن يعافيك، والله الموفق.