السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بعمر ١٧ سنة، كنت أمارس العادة السرية لمدة ٣ سنوات تقريبا، في البداية لم أكن أمارسها بشكل دوري، وإنما بعدما فشلت في انضمامي إلى أحد الفرق التعليمية في بلدي -بعد أن أحرزت علامات جيدة في الشهادة الإعدادية- أصبت بالإحباط، ولم أجد مهربا لنفسي سوى ممارسة العادة السرية، فكانت تنسيني الأمر، ولكن دوام الحال من المحال، فسرعان ما أصبحت تضر بصحتي، وكان ذلك واضحا، وتراجع تحصيلي العلمي.
الآن أنا مقبل على الشهادة الثانوية، وقد حاولت مرارا أن أقلع عنها، فكلما وصلت في مدة الانقطاع إلى الشهر أعود لها، بسبب أني أحس بأنه لا فائدة منها، ولا آثار تدل على تحسني، ولكني قبل نحو العشرين يوما نويت أن أتوب عن هذا الفعل المذموم، وفي اليوم الثامن عشر وقعت في زلة ولكني مستمر، وإن شاء الله سأستمر إلى أن أعيد جسدي إلى حاله الطبيعي.
هنا يكمن سؤالي: أنا أعاني من ضبابية في الدماغ، فلا يسعني التفكير في حل المسائل الرياضية، وأحيانا أفقد تركيزي، كما أني أتوتر وأقلق بشأن تحصيلي العلمي، فأنا أريد أن أحقق رغبتي في دخولي في كلية الطب، فهل من علاج لهذا؟ وهل ستزول هذه الآثار؟
أتقدم بجزيل الشكر لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد واجهت تحديا كبيرا، وهو التحدي الذي يواجه الكثير من الشباب في مرحلة المراهقة، العادة السرية هي موضوع حساس، وقد تترك تأثيرات نفسية وجسدية، وأحيانا قد تكون الضبابية الذهنية نتيجة لهذه الممارسة، أو بسبب التوتر والقلق الناتجين عنها.
الآثار التي تواجهها بعد الإقلاع عن العادة السرية يمكن أن تكون ناتجة عن التوازن الهرموني الذي يحاول جسمك استعادته، أو بسبب القلق والتوتر الذي ينتج عن الشعور بالذنب، أو القلق بشأن المستقبل.
إليك بعض النصائح التي قد تساعدك:
1. ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في تحسين المزاج، وزيادة التركيز، وتقليل التوتر، والقلق، فالهرمونات المفرزة أثناء ممارسة الرياضة تجعل الجسم يشعر بالراحة والاسترخاء.
2. تناول الطعام الصحي يساعد في تحسين أداء الجسم والعقل، وتجنب الأطعمة ذات السكريات العالية والدهون وغير المفيدة.
3. خطط للنوم جيدا، ولا تذهب للفراش إلا عند الشعور بالنوم فعلا.
4. اللجوء إلى الله والدعاء يمكن أن يكون له تأثير عميق على النفس والروح، فاستمر في الصلاة والدعاء وطلب الهداية والثبات، قال تعالى: ﴿ واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ﴾ (سورة البقرة: الآية 45).
5. حاول التحدث إلى شخص تثق به حول مشاعرك ومخاوفك، سواء كان أحد الأقارب، أو المعلمين، أو الأصدقاء، أو المشايخ.
6. إذا استمرت المشاكل الصحية، فقد يكون من الجيد استشارة طبيب أو مختص في علم النفس.
تذكر أن الله هو الرحيم الغفور، وكلنا نخطئ ولكن الأهم هو الاعتراف بالخطأ، والعمل على تصحيحه، والتوبة إلى الله.
أتمنى لك الهداية والثبات، وأن يسهل الله عليك دروسك وتحقيق أهدافك.