السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة، وأخت زوجي أكبر مني سنا، وهي غير متزوجة، وتعمل في منصب حكومي، وتوجد صلة قرابة بيننا، وقد علمت أنها تحب شخصا، وهو يحبها، ولكنه لا يستطيع أن يتقدم لخطبتها لأسباب خاصة به، وقد نصحتها بالابتعاد عنه، ولكنها لا زالت تقابله، وتكلمه، وقد أخفت كل ذلك عن أهلها، ولا تستمع لنصحي، وأريد أن أخبر أهلها، ولكنني أخشى أن ذلك سيدخلها في مشاكل كثيرة، وأهلها على خلق ودين، فماذا أفعل كي أبعدها عن هذا الطريق؟
أخبرتها بأن ما تفعله خطأ، ولكنها أصبحت تخفي عني أمرها؛ لأنني أنصحها وهي لا تقبل النصيحة -هداها الله-.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Om salah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم، أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وأن يهدي أخت زوجك، وأن يصلحها، وأن يصرف عنها شر كل ذي شر، إنه جواد كريم.
أختنا الكريمة: إن أخت زوجك قد وثقت بك، وقد وضعت بعض أسرارها لديك، ونحمد الله أن وفقها للحديث إلى امرأة عاقلة، ونحن هنا لا نريد ابتداء فضح أحد، بل نريد الستر بما يحقق لها الحفظ والصيانة؛ فلا يخفاك أن "من ستر مسلما ستره الله" كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث.
وعليه: فالأخت في حاجة ماسة إلى من يأخذ بيدها إلى الله، وإلى من يعينها على طاعة الله، وإلى من يصرفها عن الشيطان؛ ولذا فالابتعاد عنها اليوم قد يكون فيه مضرة لها، وقد يجعلها فريسة سهلة للشيطان، ولدعاة السوء؛ لذا ننصحك بالتواصل معها بقصد هدايتها، وتذكيرها بأمرين هامين:
- الزواج الصحيح لا يؤسس على حرام، والرجل الذي يحدث فتاة، أو يقابلها من وراء أهلها، لا يمكن له أن يتزوجها، وهذا هو الأغلب الأعم.
- إن الله يستر على العبد مرة، واثنتين، وثلاثا، ولكن الله يغضب إذا ما انتهكت محارمه، ذكريها بعقاب الله تعالى، وسخطه، الذي لا تقوم له السموات والأرض، ذكريها بالنار والجنة، وأحوال الآخرة وأهوالها، وذكريها بأن الله لو نزع جلباب ستره عليها فإنها ستهلك، وخوفيها بعد ذلك ماذا لو فضحها الله أمام أهلها؟ فالتذكير يكون بالتخويف من الله أولا، ثم الخوف من الفضيحة أمام الأهل والمجتمع.
فإن وجدت تقبلا -فالحمد لله- وإن وجدت إصرارا منها على المعصية، فإننا ننصحك بما يلي:
- عدم إخبار أهلها؛ لأن موقفك حساس، وقد يفضي حديثك عنها إلى مشاكل أكبر، وقد تتهمين بما أنت منه بريئة.
- ذكرت أن هناك صلة قرابة بينكما، وهذا جيد، ونود منك البحث عن أفضل قريبة لك ولها (خالة أو عمة) أو صديقة لك ولها، وأن تنصحيها أن تتواصل مع تلك الأخت، وأن تقترب منها أكثر؛ بدون ذكر أي شيء عن وضعها؛ لأن الستر هو المطلوب الآن وعدم الفضح؛ لأنها تحتاج إلى ناصح، وخاصة في مثل هذا السن، وهذا الوضع الذي تخاف فيه كل امرأة من العنوسة، واحرصي ألا يكون الكلام فيه اتهام لها، أو فضح، أو أي إخبار بأي شيء.
- ما دامت أخفت عليك بعض أمورها فلا تفتشي خلفها، وإن أوهمتك أنها تركت الشاب فاعمدي إلى تصديقها، واجتهدي ألا تعرفي عنها ما يسوء، مع دوام التذكير بالله عز وجل.
- اجتهدي في ربطها ببعض الفتيات الصالحات من أهلها، أو من غير أهلها؛ فإن الصحبة الصالحة أمان، والصاحب ساحب، والمرء على دين خليله، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، وهذه الصحبة في أحيان كثيرة تكون سببا للحفظ والصيانة لهذا الإنسان من الوقوع في الزلات والأخطاء.
هذا ما نوصيك به، مع الدعاء لها بظهر الغيب أن يهديها الله، وأن يصلحها، وأن يصرف عنها الشر، والله الموفق.