السؤال
أحب فتاة معي في الكلية، وهي تعلم، لكني لا أعرف ما مشاعرها ناحيتي.
هي متدينة كثيرا، وجيدة في العلوم الشرعية، وحافظة للقرآن، وأنا لا، وأيضا عائلتها متدينة، فهل هذا يمكن أن يسبب عقبة عندما أتقدم لخطبتها؟ وهل يمكن أن ترفض لهذا السبب أني لا أفقه شيئا في العلوم الشرعية والتدين، ولست حافظا للقرآن؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به فإننا نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: اعلم أخي الكريم أن الزواج قدر مكتوب، ورزق مقسوم، وأن الأمر بيد الله وهو القادر على كل شيء، فمن كتبها الله لك زوجة هي معلومة ومقدرة لك من قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، والله لا يقدر لعبده إلا الخير، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء". فاطمئن من هذه الناحية.
ثانيا: ليس من شرط الزواج أن يكون الزوج عالما في الفقه والحديث والأصول، بل يكفي أن يكون متدينا صاحب خلق، والفتاة ما دامت متدينة فهي ستدرك ذلك، لكن كل والد يرجو أن يزوج ابنته من الصالح، فإذا جمع مع الصلاح العلم، فهذا هو المرجو والمبتغى.
وعليه فإننا ننصحك بأمرين:
1- العرب تقول: ثبت العرش ثم انقش. والسؤال الآن: هل أنت اليوم قادر على تكاليف الزواج أم لا؟
الجواب على السؤال بواقعية أمر شديد الأهمية، فإذا كنت -أخي الكريم- غير مستعد للزواج، فهذا يعني أنك تتعب نفسك، وتجهدها بأمور فوق طاقتها، وهذا سيصرفك عن التقدم في حياتك، ويسحبك إلى منطقة الوهم، ويشغلك بما لا تقدر عليه على ما تستطيع الوفاء به، وهنا يبدأ الانحدار العاطفي الذي يسلب صاحبه التدين أولا ثم يجره إلا ما لا نريده لك، بل العقل يقتضي أن تبدأ مجتهدا في تحصيل القدرة، ثم بعد ذلك تأخذ الخطوة الثانية، وهي التقدم للفتاة، مع الاجتهاد في تحصيل ما تقيم به دينك، وتعرف به المطلوب عليك شرعا، ونحن لا نظن عدم تخصصك في الشريعة عائقا البتة، المهم التدين والخلق.
2- الاستخارة قبل التقدم منهج أهل الصلاح، والاستشارة مع الاستخارة منهج أهل العقل والصلاح، فاستشر واستخر ثم تقدم لها، فإن تمت الموافقة فالحمد لله وهذا هو الخير، وإن كان الرفض أو الصد منك أو منها فالحمد لله كذلك والخير فيه، فما يقدره الله لعبده هو الخير لا محالة.
أكثر من الدعاء أن يرزقك الله الزوجة الصالحة، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التقية البرة، إنه جواد كريم.
والله الموفق.