تقدم لابنتي خاطب، فهل نوافق عليه أم نصدق ما قيل عنه؟

0 34

السؤال

السلام عليكم.

ابنتي طبيبة، وتقدم لخطبتها طبيب، وفارق العمر بينهما سنة وأشهر، وقد صلينا صلاة الاستخارة، وارتحنا، وسألنا عنه أصدقاءه، وذكروا كل خير عنه، من صلاة، وأخلاق، وتجويد للقرآن.

ولكن في الآونة الأخيرة جاءتنا بعض الأخبار من أحد المعارف التي تشكك بشرفه، وأنه يلاحق الفتيات، لقد زارنا، ورأى ابنتي بموجب الرؤية الشرعية مرتين، وقابلناه، وشعرنا بأنه خلوق، ومثقف، وخجول، وليس من ذلك النوع، ونحن لا نصدق هذه الأخبار، ولكنها تحزن قلوبنا.

وقد كادت ابنتي أن ترفض، واستخرنا من جديد؛ ظنا بأنهم يخربون عليه، ونحن في حيرة من أمرنا، فماذا نفعل؟ أنصدق الناس ونرفضه، أم نقبل به؟ مع العلم أن ابنتي مترددة جدا، وقد أثر ذلك على صحتها، فما رأيكم؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك وابنتك، وأن يقدر لها الخير، وأن يرزقها الزوج الصالح البر، إنه جواد كريم.

أختنا الكريمة: طيبي نفسا وابنتك كذلك، فقد بحثتم عن التدين، وسألتم واستشرتم، وصليتم الاستخارة، والمقطوع به أن الاستخارة لا تجلب إلا الخير؛ وعليه فإن استخار أحد وكتب الله مطلوبه فهو الخير لا محالة، وإن حدث غير مراده فهو الخير لا محالة.

ومما يطيب خاطرك وابنتك، أن الله كتب وقدر الأقدار كلها من قبل أن يخلق السماوات والأرض، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء"، وقال أيضا: "إن أول ما خلق الله القلم، فقال له اكتب، فجرى بما هو كائن إلى الأبد"، وهذا يدعوك إلى الاطمئنان والاستبشار والفرح؛ لأن قضاء الله للعبد هو الخير، لا سيما وقد فعلتم ما طلب منكم شرعا من اختيار صاحب الدين والخلق.

أختنا الكريمة: الشاب قد ذكر لكم بخير، وظاهره الصلاح، وهو طبيب مثلها، والظن الراجح أن الانطباع هذا هو الأقرب للصواب، وبعض النفوس مريضة؛ فقد ينقل كلاما لم يستوثق منه، وقد يتقول عليه -عياذا بالله-.

وعليه، فإننا نود منكم ما يلي:
1- التأكد من صلاح الشاب عبر سؤال الصادقين ممن خالطوه وتأكدوا من أخلاقه.
2- هدر أي كلام بعد ذلك، واعتباره كأن لم يكن.

ثم إن هناك ملاحظة نود أن تخبريها لابنتك: أخبريها أن الشيطان متى ما علم صلاح شاب لفتاة؛ فإنه يحاول أن يبغضها له، وقد يريها في المنام أشياء هو منها بريء، وقد يحملها من التفسيرات لكلامه ما لم يقصد، فعليها أن تنتبه لذلك.

وأخيرا: ليس علامة الصلاح في الشاب ألا يخطئ قط، بل علامة الصلاح التزامه بالصلاة، وحسن أخلاقه، وإذا زلت قدمه رجع سريعا لربه وتاب.

نسأل الله أن يسعدكم، وأن يبارك فيكم، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات