لدي أفكار وتخيلات، وعند تناول الدواء لا تزول المشاعر المصاحبة لها!

0 32

السؤال

السلام عليكم

أنا مصاب باضطراب هلع، ثم اكتئاب، وكنت تحت العلاج الدوائي لمدة ٥ أشهر، فتناولت (ساليباكس)، والعلاج الآخر (ول بيترين ٣٠٠مغ ) كان تناولها قرابة الشهرين، ثم شعرت بتحسن وتوقفت عنهما، والآن أشعر بضغط وبكمية من الأفكار، وهي كالآتي:

الفكرة الأولى:
أنه لا بد من علاج دوائي للأفكار، وحتى مثلا لو أخذت علاجا دوائيا لا يمكن علاج المشاعر المصاحبة للأفكار، مثلا إن استمتعت بمشاهدة فيلم، فلن يمر ذلك دون مرور الأفكار السلبية، مثل: تخيل لو أني أموت في الفيلم, أتخيل لو أخرج ويصير حادث! هل الذين كانوا موجودين مستمتعين؟).

الفكرة الثانية:
ما سبب نوبات الهلع التي رجعت بشكل فجائي؟ هل السبب الأول هو أني تفاعلت مع النوبة الأولى، وهي منذ مدة كبيرة غائبة؟ أو السبب أني لم آخذ العلاج الدوائي بشكل كاف وانقطعت عنه بشكل مبكر؟

الفكرة الثالثة:
رجوع عقلي لنقطة: لا فائدة من التخرج، أو أي شيء بالدنيا، وشعور بالضيق والإحساس بشيء ما ضاغط علي.

الفكرة الرابعة:
هل الأدوية تعالج الخوف والقلق وعدم الطمأنينة؟ وتعالج الأفكار المشوهة؟ حتى لو كان تفكيرا مستقبليا، مثلا: أتخيل مستقبلي وصورة مشوهة معه.

الفكرة الخامسة:
عند فعل أي شيء، أو التفكير بأي شيء، أحس بثقل في الصدر، وحمل كبير من دون سبب وصداع في الرأس.

الفكرة السادسة:
الشعور بأن رأسي يدور، وأن الدنيا تدور رجع، وأني بأي وقت سوف أسقط، وأني لو تحركت، أو رحت المكان الفلاني سأسقط، أو تأتيني الدوخة، وأن هذا الشيء سيدوخني، مثلا فجأة أحس بالبرد، ثم الخوف، ثم القلق بالإضافة إلى الإحساس بالحزن الدائم، والثقل وعدم الرغبة.

ما نصائحكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: أنت تعالجت من نوبات الهلع والاكتئاب عن طريق الدواء، وأحسب أنك تناولت الـ (ساليباكس salipax)، وهو الـ (اسيتالوبرام Escitalopram) بجرعة عشرين مليجراما، وتناولت الـ (ويلبوترين wellbutrin) وهو الـ (بوبروبيون Bupropion) بجرعة ثلاثمائة مليجرام وهذه جرعات قوية، وجرعات كافية جدا.

أنت تناولت الأدوية لمدة خمسة أشهر، وحقيقة هذه ليست مدة كافية، والإنسان بعد أن يتحسن ويكون في وضع نفسي ممتاز يجب أن ينتقل إلى الجرعة الوقائية، ويجب ألا تقطع أو توقف الأدوية فجأة.

أنا اطلعت تماما على الأفكار التي تنتابك من الفكرة الأولى حتى الفكرة الخامسة، وهذه الأفكار ذات طابع وسواسي قلقي، وفيها شيء من حديث النفس.

وسؤالك: هل الأدوية تعالج الخوف والقلق وعدم الطمأنينة؟ طبعا الأدوية تساهم في ذلك كثيرا، لكن حتى تتأتى المرحلة العلاجية الكاملة يجب أن يخلط الإنسان أو يمازج ما بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي والعلاج الاجتماعي والعلاج الإسلامي، كلها حقيقة تمثل الركائز الأساسية للعلاج.

الكلية الملكية البريطانية للأطباء النفسيين – وهي حقيقة قمة علمية معروفة – ترى أن أمراض الاكتئاب والقلق والخوف والوساوس هي متعددة الأسباب، لذا لابد أن يكون علاجها متعدد الأبعاد، هنالك البعد البيولوجي – أي تناول الدواء – وهنالك البعد النفسي – أي يخضع الإنسان لبعض العلاجات السلوكية – وكذلك البعد الاجتماعي، وهنالك الجانب الروحي، ونحن بما أننا مسلمين العلاج الروحي هو الجانب الإسلامي، والذي يتمثل في أن يحرص الإنسان على أداء العبادات، والصلوات على وجه الخصوص في وقتها، وأن يتجنب الحرام، وأن يكون في معية الله دائما: الحرص على الأذكار، الورد القرآني، صلة الرحم، ... هذه كلها تعتبر ركائز علاجية.

وفي الجانب الاجتماعي أن يقوم الإنسان بواجباته الاجتماعية، ألا تتخلف عن واجب اجتماعي أبدا: تزور أصدقاءك، تشاركهم في أفراحهم، تلبي الدعوات، تشارك الناس في واجبات العزاء، المشي في الجنائز، الجلوس مع الأصدقاء من أجل الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، ممارسة رياضة، خاصة الرياضة الجماعية.

فيا أخي: هذه كلها علاجات وعلاجات مهمة جدا، وعليك أن تتجنب الفراغ، وأن تكون مصرا أن تجعل أفكارك ومشاعرك وأفعالك كلها إيجابية، مهما كانت قوة الاكتئاب وسيطرته، يمكن أن يهزم من خلال الفكر والفعل الإيجابي.

هذه كلها حقيقة علاجات مهمة جدا، أرجو أن تركز على هذه النقطة.

أما بالنسبة للأدوية، فالأدوية التي وصفت لك هي أدوية طيبة وجميلة، وأنا أنصحك حقيقة أن ترجع لتناول الدواء، الـ (سيبرالكس) أو الـ (اسيتالوبرام) تحتاج أن تبدأ في تناوله مرة أخرى بجرعة خمسة مليجرام، ثم اجعلها عشرة مليجرام بعد عشرة أيام، وهذه الجرعة قد تكون كافية، استمر عليها مثلا لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك اجعل الجرعة خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر.

أما الوليبوترين فيمكنك أن تتناوله بجرعة مائة وخمسين مليجراما في الصباح لمدة ستة أشهر، ثم تجعلها مائة وخمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

هذه هي الطريقة الصحيحة والطريقة السليمة لعلاج حالتك هذه.

طبعا الشعور بالثقل في الصدر: هذا ناتج من التوتر النفسي الداخلي؛ لأن التوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، وأكثر عضلات الإنسان تأثرا هي عضلات الصدر، يحدث هناك انقباض وانكماش في هذه العضلات، ولذا ممارسة الرياضة وممارسة تمارين الاسترخاء نعتبرها علاجات مهمة جدا.

لتتدرب على تمارين الاسترخاء يمكنك أن تطلع على أحد البرامج الموجودة على اليوتيوب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات