أنوي الانفصال من زوجي مع تعلقي به بسبب النظر الحرام!

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا امرأة متزوجة منذ 11 سنة، وأم لثلاثة أطفال، أحب زوجي كثيرا، وقد عشنا معا ذكريات جميلة، ولكن منذ أربعة أشهر، وعندما كنت حاملا في الشهر السادس اكتشفت أن زوجي شاهد مقاطع لنساء شبه عاريات على موقع فيسبوك، وقد استمر معه الأمر 10 أيام، وهو يشاهد هذه المقاطع، ولما اكتشفت الأمر واجهته، فأقسم أنه كان ينوي التوبة، وأنه لا يعلم لماذا فعل هذا الأمر، خصوصا وأن علاقتنا كانت مثالية، وزوجي رجل متدين، وقد كان يشاهد هذه الأشياء بعد انصرافه من صلاة الصبح، وهذا ما زادني ألما وحرقة.

لم أتقبل الأمر، ودخلت في مرحلة اكتئاب وبكاء مستمر حتى بعد الولادة، وشعرت بالقهر، وخدش للكرامة، وأنا الآن في ضيق شديد، أسألكم الدعاء، ومدي بالنصيحة؛ لأن حياتنا أصبحت كلها خلافات حول نفس الموضوع، وأنا أنوي الانفصال مع حبي وتعلقي بزوجي، لكن قلبي يعتصر ألما مما فعل.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يهديه، إنه جواد كريم.

أختنا: إننا نحمد الله على حياتكم المستقرة، ونحمد الله أن رزقك وزوجك التدين، ونحمد الله أن رزقكم الأولاد، وهذه كلها نعم من الله عليكم تستوجب الشكر.

أختنا: لا شك أن الزوج قد ارتكب معصية لا تحل له بتلك المشاهدة، فقد نهى الله تعالى عن ذلك بقوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) [النور:30].

كما إن إطلاق النظر في الأفلام الخليعة، يؤدي إلى إمراض النفس، وقسوة القلب، نسأل الله السلامة والعافية، لكن السؤال هنا: هل هذا الذنب يدعو لهدم البيت كله، وتقطيع أوصاله، وتشريد الأبناء إما مع الأب أو مع الأم؟!!

أختنا: إن ما حدث معصية، ولكن الرجل قد تاب منها أو نوى التوبة، والمرأة الحكيمة هي التي تعين زوجها على الطاعة، هي التي لا تجعله أمام نفسه صغيرا، هي التي تساعده في الخروج من هذا الذنب لا سيما والرجل متدين.

أما الحديث عن ضيق النفس والتفكير في الطلاق؛ فهذا لا شك من عمل الشيطان، ونعني بعمل الشيطان هنا تضخيم ما حدث في نفسك أكثر من اللازم، والتفكير في الطلاق كحل لهذه المعصية التي تاب الرجل منها أو أراد.

أختنا: إن بعض الأخوات كانت حياتهن مستقرة إلى أن وقع أحدهما في معصية لم يستوعبها الآخر، فما كان منه إلا أن واجهه ثم لم يوجد له مخرجا، ولم يقبل منه عذرا؛ فما كان من الأول الذي عصى إلا أن تبجح بمعصيته، وقال أنا هكذا وافعلي ما أردت! والحقيقة أنه ليس هكذا، ولكن سوء التعامل معه وعدم إيجاد مخارج له جعله في صراع نفسي، أوصله الصراع إلى العناد حتى وصل إلى تلك الحالة المزرية.

إننا ندعوك إلى أمرين:

1- إعانة زوجك على التوبة، وإخباره بأن هذه زلة وقع فيها، وأنها لا تليق به، وأنك متأكدة من تجاوزه لها، ثم إعطائه الثقة بنفسه، وعدم التفتيش خلفه، وجعل الرقيب عليه هو الله لا أنت.

2- سؤاله عما يحب أو يشتهي في العلاقة الشرعية بينكما، وتلبية رغباته المشروعة.

هذا مع عدم فتح الحديث عن هذه المعصية مرة أخرى، وكأنها أصبحت ماضيا، حتى يعان الرجل على التوبة.

كما ننصحك -أختنا- بما يلي:
1- الاجتهاد في زيادة التدين مع زوجك عن طريق قراءة ورد من القرآن يوميا ولو قليلا، صلاة النافلة معا ولو ركعتين، صيام النافلة ولو ليومين، المهم أن يكون لكما مع بعضكما نافلة مشتركة.

2- المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة سورة البقرة يوميا في البيت، أو الاستماع إليها.

3- الابتعاد عن الفراغ ما أمكنكما ذلك.

4- الإكثار من الصحبة الصالحة.

5- المحافظة على صورة الزوج النقية في البيت، وخاصة أمام الأولاد.

6- الدعاء الدائم بصلاح الحال.

هذا هو الطريق الصحيح -أختنا-، واحذري أن يستدرجك الشيطان لغير ذلك، نسأل الله أن يبارك فيكم، وأن يحفظكم، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات