السؤال
السلام عليكم.
أنا لا أشعر بشيء عندما أرى المشاهد المؤلمة عن الحرب والأطفال وغيرها، ولكن كل ما أشعر به هو ضيق في الصدر، ولا أستطيع البكاء إلا نادرا، أو عندما أصل لمرحلة الانهيار عندها فقط أبكي، وهذا يجعلني أفكر بأن الله أخذ مني شعور الرحمة.
فأنا حقا أتضايق بشدة من هذه المشاهد، وتؤثر علي في المدى البعيد، ولكن لا أستطيع إظهار هذا الضيق بالبكاء وغيره، وهذا يجعلني أفكر أن الله قد نزع من قلبي شعور الرحمة، وهو شعور عظيم يجب أن يكون عند كل إنسان.
فهل عدم استطاعتي البكاء من هذه المشاهد حرام ولا يرضي الله، وقد نزعت مني صفة يجب أن تكون عند كل مسلم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Joud حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا الشعور الإيجابي تجاه الأطفال في كل مكان، نسأل الله أن يرفع الغمة عن الأمة، وأن يرينا في أعداء الإسلام عجائب قدرته، هو ولي ذلك والقادر عليه.
من لا يرحم لا يرحم، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء، والرحمة لها أشكال وصور، ومن الرحمة بهم الدعاء لهم، ومن الرحمة بهم بذل الأموال لأجلهم، ومن الرحمة بهم الشعور بهم، ولذلك الدموع وحدها لا تكفي، والدموع لا تهدم باطلا ولا تقيم حقا، لذلك علينا أن نقوم بما هو أكثر من الدموع، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على القيام بما عليك، وهذا واجب كأمة، والأمة ينبغي أن تقوم بدورها تجاه هؤلاء الأطفال وتجاه الكبار بل تجاه كل قضايا المسلمين في كل مكان.
فنسأل الله أن يعجل بنصرهم، وأن يعجل بهلاك عدوهم، وأن يعيننا على الوفاء بالتزاماتنا.
والمؤمن يدرك أن الذي يموت في مثل هذه دفاعا عن عرضه أو أرضه، يمضي شهيدا إلى الله -تبارك وتعالى-، وإذا كان هؤلاء قد ختم لهم بهذا الختام؛ فينبغي أن يكون البكاء على أنفسنا، إذا نحن لم نقم بما علينا.
نسأل الله أن يرحمهم، ويتقبل شهيدهم، ويداوي جرحاهم، وأن يلهمنا جميعا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
هذا، وبالله التوفيق.