السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا.
سؤالي عن أخذ دواء (باروكستين) لمدة 21 يوما، ومن ثم تبديل دواء (لاروكسيل) لمدة 3 أيام فقط، ولكن الحالة نفسها ولا يتغير إلا شيء يسير، وأعراض الدواء أتعبتني.
أفيدوني، بارك الله فيكم، وجزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
أخي: أنت لم تذكر لنا التشخيص الذي من أجله أعطيت عقار باروكستين، وهو من أفضل الأدوية.
كما أنك لم تذكر الجرعة، ولماذا توقفت عنه، الجرعة ربما تكون 20 مليجراما، لأن هذا هو السائد، لكن معرفة التشخيص مهم، الباروكستين عموما دواء يفيد جدا في علاج القلق والمخاوف والاكتئاب والوساوس، ونوبات الهرع، فهو دواء ممتاز، لكن البناء الكيميائي لهذا الدواء يحتاج لوقت ليس أقل من أربعة أسابيع، وأنت تناولته لمدة ثلاثة أسابيع، كما أن الأمر يرتبط بالتشخيص، وكذلك بجرعة الدواء، هذا بالنسبة للباروكستين، وطبعا التوقف عن الباروكستين فجأة أيضا أمر خاطئ، لأن هذا الدواء قد يسبب المزيد من القلق والتوتر إذا توقف عنه الإنسان فجأة.
لذا نحن دائما ننصح الناس مهما كانت الجرعة صغيرة من الباروكستين، يجب أن يكون التوقف عنه متدرجا، مثلا إذا كان الإنسان يتناول حبة واحدة وأراد أن يتوقف يجب أن يجعلها نصف حبة لمدة أسبوع مثلا، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوع آخر، ثم يتوقف عنه، هذه الطريقة الصحيحة، أخي الكريم.
عموما أنت ذكرت ومن ثم تم تبديل دواء إلى لاروكسيل، اللاروكسيل، هو ايميتربتالين، هذا هو اسمه العلمي، وهو من الأدوية القديمة، لكنه دواء فاعل وجيد أيضا، وهو مضاد للاكتئاب ومضاد للقلق، ويتميز أنه يحسن النوم بصورة ممتازة.
له بعض الآثار الجانبية، مثل الشعور بالجفاف في الفم، أو الثقل في العينين، في الأيام الأولى للعلاج، لكن هذا أيضا يعتمد على الجرعة، لا يظهر مع الجرعات الصغيرة.
عموما أقول لك: استمر على اللاروكسيل، وحسب تشخيص حالتك إذا كان الأمر فقط هو قلق وتوترات، ف 25 مليجراما ليلا ستكون كافية، أما إذا كان الأمر مثلا اكتئابا فلا بد أن تبنى الجرعة بالتدريج، حتى تصل إلى 75 مليجراما يوميا.
بالنسبة للمخاوف والوسوسة للاروكسيل لا يفيد كثيرا، فإذا أنت الآن تشتكي من أعراض الدواء، هل من اللاروكسيل أو من الباروكستين، الباروكستين آثاره الجانبية تحتاج فعلا لوقت الآثار الانسحابية، إذا كنت توقفت عنه فجأة، فإن شاء الله في خلال أسبوع إلى عشرة أيام تختفي هذه الأعراض.
إذا استمر على اللاروكسيل، وإذا سبب لك أعراضا جانبية شديدة مثل النوع الذي ذكرته لك، ففي هذه الحالة لا بد أن تتواصل مع طبيبك، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
دائما معرفتنا لتشخيص الحالة أو على الأقل توضيح الأعراض التي تعاني منها، هذا -أيها الفاضل الكريم- يسهل علينا كثيرا في أن نعطيك النصيحة المهنية الصحيحة والدقيقة، فإذا أردت أن تتواصل مع الموقع في المستقبل فأرجو أن توضح أعراضك، نوعيتها، ومتى بدأت، وإن كانت هنالك أي ظروف حياتية سلبية فقد تكون شاركت أو ساهمت في حدوث الأعراض.
أخي الكريم، أيا كانت حالتك مع قلق أو توتر أو اكتئاب لا تنس الجوانب الاجتماعية والسلوكية ،لا تنس أن تدير وقتك بصورة جيدة، أن تتجنب السهر، أن تمارس الرياضة، أن تتواصل اجتماعيا، أن تكون مجتهدا في عملك، أن تحرص على العبادات خاصة الصلاة في وقتها مع الجماعة، ولا بد أن يكون لك ورد قرآني، ولا بد أن يكون لك منهجية في الحياة تعتمد على تطوير الذات.
يجب أن تكون لديك أهداف وآمال، وتضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك، هذه -أخي الكريم- أيضا مكونات علاجية مهمة، ولا تقل أبدا عن أهمية الدواء، بل قد تكون أفضل من الدواء في بعض الأحيان.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.