السؤال
السلام عليكم.
أنا طالب جامعي، عمري 20 سنة، تعرضت لحادث، أحدهم أراد أن يفرض نفسه علي فقام بسبي فسببته، عندما قال لي لنتعارك، قلت: لا، كلما أمر عليه في الجامعة ينظر إلي نظرة استحقار، ماذا أفعل؟ أظن أني نوعا ما تعرضت لتعنيف في صغري، وعندما أكون في موضع مثل هذا أتجمد ولا أعرف ماذا أفعل؟! أفقد تركيزي، هل أنا جبان؟
مع أني لا أظلم أحدا، أخشى أن هذا الجبن سيؤثر علي كرجل مسلم، ودائما تأتيني وساوس لماذا لم أهجم عليه؟ أكره عندما تحدث لي أمور مثل هذه، وخاصة عندما يؤنبني ضميري! أرجو النصيحة.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبعد:
فالحياة الاجتماعية -يا صلاح- فيها الحسن والقبح، وفيها الصالح والطالح، وفيها حسن الأخلاق وسيئها، وهي تجمع الناس كلهم، والعاقل من تجنب المعارك التافهة من أجل تحقيق هدفه وهدف أهله معه.
إن التعارك منطق الغاب لا منطق أهل العقل، والحكيم لا يعرض نفسه لتلك المهاترات التي تفقده مكانته، وإن ربح في المعركة، وعليه فالانسحاب منها هو حكمة لا جبن، وعقل لا تهور.
يقول كارل بركلمان: (ذات يوم دعا الأسد النمر، فقال له: أريد أن أختبر سرعتك، ثم أحضر خمسة من أسرع الكلاب، ثم قال للجميع عندما أزأر الكل يركض لأرى من الأسرع فيكم، فلما زأر ركض الجميع إلا النمر! لقد أدرك النمر أن الفوز على الكلاب إهانة له، والتسابق معهم حط من مكانته).
هذه المثال نضربه لك ليس بقصد إهانة أحد، ولا تشبيه أحد بأحد، ولكن لنؤكد لك أن الانسحاب من معركة تافهة لا يعد جبنا بقدر ما يعد حكمة وعقلا، وقديما قيل: ألم تر أن السيف ينقص قدره ** إذا قيل إن السيف أمضى من العصا.
أخي الكريم: إنا ننصحك بما يلي:
1- لا تفكر في هذا الأمر ولا تعره الاهتمام، وحتى هذا الشاب لا تصطدم به ولا تتقرب منه، كما لا تعاديه.
2- أوجد لك صحبة صالحة من أهل الفضل والصلاح لتتقوى بهم على طاعة الله عز وجل.
3- اهتم بدراستك جيدا، واعلم أن أفضل رد على من يستخف بك هو التفوق في دراستك.
4- لا تنزلق إلى مهاترات، ولا تدفع السيئة بمثلها، ولا تضع نفسك في مثل تلك المواقف.
نسأل الله أن يحفظك بحفظه، وأن يقدر لك الخير، والله الموفق.