كثرة مشاكل الزوجة وأمها نتيجة وجود مشاكل نفسية عندهما وكيفية التعامل مع ذلك

0 331

السؤال

السلام عليكم.
أنا شاب متزوج من ثلاث سنوات، وعندي طفلة، مقيم في بلجيكا.
المشكلة بدأت عندما ذهبت للعمل في بلد آخر مع زوجتي، تعرفت زوجتي هناك على زوجة زميلي بالعمل، وبعد مضي ثلاثة أشهر سمعت أن هذه المرأة ليست ذات سمعة حسنة، فمنعت زوجتي من التحدث إليها.

ومضت ثمانية أشهر وأنا منهمك بالعمل، اكتشفت بعدها أن زوجتي مدمنة على نوعي حبوب من أنواع المخدر، جن جنوني، ولكن أردت أن أقف بجانبها في هذه المشكلة لأني أحبها، أخذتها ورجعت إلى بلد الإقامة، وهناك تعالجت ورجعت إلى طبيعتها.

وبعدها بدأت أمها بالمشاكل لا أدري لماذا! أمها عندها مشاكل نفسية، بعدها انتقلت إلى شقة ثانية؛ لأنه كان سكني في نفس المبنى مع أمها، جن جنون الأم وبدأت مشاكلي مع زوجتي، بعدها بحوالي شهر اشتدت المشاكل مع زوجتي وذهبت عند أهلها إلى بلدنا سوريا.

مع العلم زوجتي أيضا تعاني من مشاكل نفسية، وسبق لها أن ذهبت إلى طبيب، وأمها ذهبت إلى العيادة النفسية، جلست هناك أكثر من شهر، والأب ليس له رأي في المنزل، فماذا أفعل، هل أطلقها وانتهي من هذه القصة؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Wasim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الطلاق الناجح يكون بعد استنفاد كل وسائل العلاج والإصلاح، وبعد الاتفاق على نقاط أساسية تؤمن مستقبل الطفلة، وإذا كانت الأسباب الحقيقية للخلافات هي والدة الزوجة وليست الزوجة، فمن الظلم أن تحاكم زوجتك بتصرفات والدتها، ولأن الطلاق بيد الرجل فليس من الحكمة الاستعجال في الأمر؛ لأن الإنسان يصعب عليه أن يجد امرأة بدون مشاكل وعيوب، كما أننا معشر الرجال فينا عيوب، والصواب أن تضع الإيجابيات إلى جوار السلبيات، حتى يكون القرار صائبا.

وقد أحسنت بصبرك على زوجتك وبحرصك على تخليها من ذلك المخدر، فحبذا لو سرت على طريق الإحسان، ونظرت للموضوع بصورة شاملة، وغالب الظن أن هذه المرأة سوف تصلح إذا نجحت في عزلها عن والدتها، وجعلت الارتباط معها فقط في زيارات قصيرة، تحرص على أن تكون معها.
ورغم أنه لم تتضح لنا نوعية المشاكل، إلا أن لكل شيء سبب، وإذا عرف السبب بطل العجب، وسهل علاج الخلل والعطب.

ومن هنا فحن ننصحك بالصبر، فإن عاقبته طيبة، ونوصيك بتقوى الله، وقد أحسن من قال:
ألا بالصبر تبلغ ما تريد وبالتقوى يلين لك الحديد
واعلم أن بيوتنا تصلح بطاعتنا لله وبمسارعتنا في رضاه، قال تعالى:
((وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين))[الأنبياء:90].
وإذا كانت الزوجة تعاني من أمراض نفسية، فإنها تحتاج إلى عطفك ولطفك، والمرأة خلقت من ضلع وأعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وكسرها طلاقها، وفي هذا التوجيه رسالة للرجل بضرورة معرفة طبيعة النساء وحاجتهن إلى المداراة والاحتمال.
وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات