السؤال
كنت أعاني طول حياتي من أعراض غير مفهومة، بدأت عندما حصلت لي نوبة هلع قبل سنوات كثيرة، بدون سبب، كذلك سرعة دقات القلب، والشعور ببرودة شديدة، مع قشعريرة، وضغط أو شد أو وخز، وعدم الراحة في الجهة اليسرى من الصدر، والشعور بفقدان السيطرة على الجسم، وعدم التحكم في التنفس.
علما بأني من يومها وأنا عندي خفقان دائم، مع خوارج انقباض وشد في الجهة اليسرى، قمت على إثرها بزيارة اختصاصي قلب، وقمت معه بعدة جلسات وتحليلات، كتخطيط القلب عدة مرات، ومشاهدة القلب عبر شاشة، وقبلها قمت أيضا بصورة أشعة للصدر، وتحليلات الدم والغدة، وتحليلات أخرى، وجميع هذه التحليلات كانت طبيعية.
قبل سنوات قليلة قمت بالاستحمام بماء بارد جدا في فصل الشتاء، ووقعت لي صدمة بسببها، وحصلت لي نوبة هلع أخرى، ومن يومها وأنا حساس من البرودة، وأصبح البرد يحفز عندي نوبات هلع جديدة.
في السنوات الأخيرة لاحظت غياب العضلة الصدرية في الجزء الأيمن من الصدر، بحثت ووجدت أنها تدعى متلازمة بولاند، ولاحظت وجود بروز في الغضروف العضلي الذي يلتصق بعظم القص فوق القلب، وأيضا لاحضت ارتفاعا في الأضلاع الكاذبة السفلى من الجهة اليسرى، وهذه الأعراض من الممكن تحسسها باللمس.
في الأشهر الأخيرة لاحظت رجوع أعراض نوبات الهلع، كالشعور الدائم بالبرودة التي تحفز لدي تكون نوبات جديدة، مع وجود شد ووخز في الجهة اليسرى من الصدر، مع سماع أصوات فرقعة من نفس الجهة، وأيضا أصوات غازات في البطن مع وجود خفقان دائم، ومؤخرا عند الاستلقاء -النوم- لاحظت أن نبضي بين 55 و 60 وأنا بعمر 26 عاما، وطولي 185 ووزني 61kg.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ anas حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب.. وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: كما تفضلت، فإن لديك بعض الاستعداد لنوبات القلق، وكذلك نوبات الهرع، وهذه نعتبرها ظواهر، وليست حالات مرضية مطبقة، قطعا الذين لديهم نوبات القلق والهرع لديهم أيضا القابلية الكبيرة للأعراض الجسدية، وهذه الأعراض نفسوجسدية، لأن سببها التوتر النفسي والذي يؤدي إلى توتر عضلي، وهذا التوتر العضلي يشعر به الإنسان كعرض رئيسي، مثل حديثك عن قيام العضلة الصدرية، حتى وإن كان هذا حقيقة علمية، لكن أعتقد أن القلق ازداد عندك من هذا الأمر.
التواصل مع الأطباء المختصين هو الطريقة الأفضل، وأن تتجنب التنقل بين الأطباء، وأرجو أن لا تشخص نفسك أبدا -أيها الفاضل الكريم- حتى إن كانت الأعراض تتطابق مع متلازمة بولاند، فأرجو أن يصدر هذا من طبيب مختص، لا تنزعج أبدا، أريدك أن تعيش حياة تقوم على مبدأ الاسترخاء، التفكير الإيجابي، الشعور الإيجابي، الأفعال الإيجابية، وهذه تتأتى من خلال أن يشعر الإنسان دائما بأنه يجب أن يكون مفيدا لنفسه وللآخرين.
أنت -ما شاء الله تعالى- في بداية سن الشباب، والله تعالى حباك بالكثير من الطاقات، فيجب أن تحسن إدارة وقتك، يجب أن تمارس الرياضة بانتظام، يجب أن يكون لديك تواصل اجتماعي إيجابي، اجعل مشاركاتك داخل الأسرة مشاركات طيبة وإيجابية، كن بارا بوالديك، عليك الاطلاع، عليك القراءة، عليك مشاركة الناس في مناسباتهم والقيام بكل الواجبات الاجتماعية، احرص على العبادة خاصة الصلاة في وقتها، ومع الجماعة، وليكن لك ورد قرآني يومي، هذه -يا أخي الكريم- تصرف انتباهك تماما عن كل هذه الأعراض.
النبض هو في الجانب الأبطأ لكنه أمر طبيعي، خاصة بالنسبة لبعض الأشخاص، ويمكن لطبيب الأسرة مثلا أو لطبيب الباطنية أن يقوم أيضا بفحصك، وتتأكد من سلامة كل شيء، وبعد ذلك ليس هنالك ما يمنع أن تتناول أحد الأدوية السليمة والفاعلة لعلاج القلق والهرع.
العقار الذي يسمى سيبرالكس يعتبر من أفضل الأدوية، ويسمى علميا استالبرام، يمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة 5 ملجم، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 ملجم، تناولها يوميا لمدة 10 أيام، ثم اجعلها حبة واحدة 10 ملجم يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 5 ملجم يوميا لمدة أسبوعين، ثم 5 ملجم يوما بعد يوم، لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول السيبرالكس.
أريدك أيضا أن تدعمه بدواء آخر يعرف باسم سلبرايد، هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري دوجماتيل، هذا دواء رائع لعلاج القلق الذي يؤدي إلى الأعراض النفسوجسدية، تناول الدوجماتيل بجرعة كبسولة واحدة 50 ملجم صباحا لمدة شهرين ثم توقف عن تناوله.
كلا الدواءين من الأدوية البسيطة والسليمة والفاعلة، وغير إدمانية، وكذلك أسعارها معقولة جدا.
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.