السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بنت، أبلغ من العمر 18 عاما، في الأشهر الأخيرة تركت مشاهدة المسلسلات والبرامج الكرتونية (الأنمي)، ولكن مؤخرا بدأت مرة أخرى بمشاهدة المسلسلات والأنمي، وترتب على هذا إحساسي بالبعد عن الله والكسل عن أداء الطاعات.
أريد حلا -جزاكم الله خيرا-، كي أبتعد عن هذه المسلسلات ولا أقترب منها مرة أخرى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
الحمد لله الذي بصرك بخطر هذه المسلسلات وقذف في قلبك الرغبة في تركها، فلا يخفى عليك تأثير هذه المسلسلات والأفلام في إضعاف الإيمان والتهوين من فعل المنكرات والفواحش، وتأثيرها الخطير في تغيير ثقافة المسلم إلى ثقافة مستوردة لا توحد الله، ولا تؤمن بالقيم والأخلاق الإسلامية التي تحقق للإنسان التوازن في الحياة، وتحقق له السعادة إن هو أقامها في حياته قولا وعملا.
اعلمي أختي الفاضلة: أن الكسل عن الطاعات والتهاون فيها أمر طبيعي كنتيجة للإدمان على هذه المسلسلات، وأن العودة إلى هذه المسلسلات بعد تركها من أهم أسبابها أنها كانت تشغل حيزا كبيرا في نفسك ووقتك، وعند تركها أصبح هناك فراغ كبير في حياتك، ومن أفضل الحلول للثبات على تركها هو سد هذا الفراغ بكل مفيد ونافع.
لذلك أختي الفاضلة: سنذكر لك بعض الأمور التي تعينك على تركها وتساعدك على الثبات على ذلك -إن شاء الله-:
أولا: عليك بأن تشغلي وقتك بشكل كامل حتى لا تتركي فراغا يدفعك للعودة إليها، وفي نفس الوقت عليك أن تعمري وقتك بالأعمال الصالحة كحفظ القرآن، وطلب العلم الشرعي، والأنشطة المفيدة والنافعة التي تشغل فكرك وروحك عن التفكير في هذه المسلسلات.
ثانيا: عليك أن تثقفي نفسك بشكل واسع بمخاطر هذه المسلسلات على المستوى العقدي والثقافي والنفسي، فمن أهم أسباب الإدمان على هذه المسلسلات وغيرها هو عرضها بقالب جميل ومحبب للنفوس شكلا ومضمونا، وفي نفس الوقت يتم إخفاء الكثير من الرسائل السلبية والخطيرة، ومعرفة هذه الجوانب السلبية يخلق نوعا من الحذر والشعور بالخطر والشك، مما يساعد على تجنب هذه المسلسلات والأفلام.
ثالثا: حاولي أن تبحثي عن رفقة صالحة تتشاركين معها الكثير من الأنشطة والهوايات، وتتوافق معك في الرغبة في ترك هذه المسلسلات، وهذا له دور كبير في تثبيتك على ترك هذه المسلسلات، وتجنبي الرفقة التي تتحدث عن هذه المسلسلات وما يدور فيها من أحداث حتى لا يدفعك الفضول للعودة لمشاهدتها.
رابعا: احذري من خطوات الشيطان التي تهون عليك الاقتراب من قصاصات الفيديو القصيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، حتى تجدي نفسك تنساقين وراء تلك القصاصات شيئا فشيئا، لتجدي نفسك تشتاق لإكمال بقية التفاصيل ومعرفة نهاية الأحداث، فتعودي من جديد لمشاهدة تلك المسلسلات والأفلام.
خامسا: أكثري من الدعاء في كل وقت وخصوصا في أوقات الإجابة أن يشغل الله وقتك بالخير والطاعات والقربات، وأن ييسر الله لك صحبة صالحة تذكرك بالله وتعينك على الخير.
أخيرا أختي الفاضلة: أهم أسباب ترك هذه المسلسلات وغيرها هو الإرادة والعزيمة والإصرار أولا وأخيرا، فلا تزالين في مقتبل العمر، وعليك الحذر من هذه المسلسلات التي لها دورها الكبير في تشكيل ثقافة الإنسان، وصناعة فكره، وتغيير قناعاته الثقافية والدينية بسبب قوة الرسائل التي تقدمها والتأثير الخفي والبطيء والتعرض المتكرر لها، مما يسبب تشكيل سلوكيات وقناعات تتحول إلى عادات تشكل حياتك بعد ذلك -إلا أن يشاء الله-؛ لذلك اجعلي لك هدفا ساميا في الحياة، واجتهدي في طاعة الله والتقرب إليه فهو العاصم من الفتن والشهوات.
أسأل الله أن يوفقك للخير، ويلهمك السداد والتوفيق في حياتك.