السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ صغري وأنا أريد أن أتحجب، ووالداي قالا لي: إن علي أن أنتظر حتى أبلغ، ولما بلغت منذ ثلاثة أعوام لم أدرك أن علي أن أتحجب، ولم أدرك أنه فرض!
الحمد لله، فهمت مؤخرا -منذ عام-، وطلبت من أبي أن أتحجب، ولكن أبي قال لي: إن علي أن أنتظر حتى أنتهي من المرحلة الثانوية، لأنه يريد أن يحجبني حجابا صحيحا، وليس مجرد غطاء رأس، لأن الزي المدرسي عبارة عن بنطلون وبلوزة، والبناطيل ليست للمحجبات، فوافقته الرأي، لأني أريد أن أتحجب حجابا شرعيا.
الآن خطرت لي فكرة، وهي أن أرتدي تنورة واسعة، ولكن المشكلة هي أني لا أريد أن أثقل على أبي في الماديات، وخصوصا بسبب ارتفاع الأسعار، ونحن الآن في نهاية الشهر، والمتبقي من راتبه قليل، كما أننا لا نملك خمارات أو طرحات مناسبة، وهذا لأن أمي منقبة ولا تحتاج إليهم.
أنا علي الذهاب إلى المدرسة يوم 29 بسبب امتحانات الشهر، ولا أدري ماذا أفعل؟! هل أنتظر وأذهب دون حجاب؟ وهل سآثم؟ لا أريد أن يغضب الله علي.
علما بأني -الحمد لله- ليس علي الذهاب إلى المدرسة نهائيا إلا في الامتحانات، ونادرا ما أخرج من بيتي -الحمد لله- منذ فترة الكورونا.
أفتوني، أرجوكم!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونشكرك على تواصلك مع الموقع، ونسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يحفظ أباك وأمك من كل مكروه وسوء، وأن يرزقك العفاف والتقى، إنه جواد كريم.
الابنة الكريمة: كم جميل من الفتاة المسلمة أن تعلم دينها، وأن تعرف حدودها، وأن تكون حريصة على طاعة ربها، هذا فضل من الله عليك، وأكرمك الله بالتفكير الجيد، وبالنسبة لأبيك وقدراته المادية، نسأل الله أن يوسع عليكم من فضله، وإننا إذ نقول لك ذلك لنحمد الله أن رزقك تلك الأسرة الصالحة.
والدك ليس معترضا على حجابك، ووالدتك منقبة، وعليه فالأمر -إن شاء الله- في دائرة الحل، لذا نرجو منك مشاركة أمك، وأخذ رأيها، وهي بدورها ستعطيك الطريقة الصحيحة في التعامل مع مشكلة النفقة.
ثانيا: بدا لنا من خلال حديثك مشكلتان، هكذا فهمنا:
- مسألة إظهار الشعر.
- مسألة لبس البنطال.
إذا كان فهمنا صحيحا فإن الشعر يحرم إظهاره يا ابنتي، وعليه فيجب تغطيته ولو بالحد الأدنى من التكلفة المادية، أو يمكنك أن تسألي الوالدة، وهي تقترح عليك ما ينبغي أن يفعل، لكن لا يجوز الخروج من البيت بشعرك.
أما مشكلة الثياب فإن المتتبع للكتاب والسنة يدرك أن حد اللباس الشرعي ما توافر فيه ما يلي:
-استيعاب جميع بدن المرأة، إلا الوجه والكفين، ففيهما خلاف معروف.
- ألا يكون زينة في نفسه.
- ألا يكون شفافا يظهر ما تحته.
- أن يكون فضفاضا.
- ألا يكون معطرا
- ألا يشبه لباس الرجال.
- ألا يكون لباس شهرة؛ أي ما اشتهر بين الناس على أن من يلبسه يكون متكبرا أو زاهدا، أو هو لباس دال على طائفة غير صالحة، أو غير ذلك من شارات الفساد.
عليه فإذا توافرت هذه الشروط ولو بحدها الأدنى في ثيابك اليوم فلا حرج عليك - عند الضرورة- الخروج بها على أن يراعى ما يجب مراعاته في المرات القادمة، إذا كان مخالفا للشريعة، أو ما استطعت توفير غطاء الرأس، فإن هذا لا يجوز، وعليك -يا ابنتي- الحديث مع والدتك ووالدك، وهما سيتفهمان مقصودك، خاصة أنك غير ملزمة لهما بصرف إضافي.
نسأل الله أن يكتب أجرك، وأن يوسع رزقكم، والله الموفق.