السؤال
السلام عليكم
لقد كنت على علاقة مع فتاة منذ شهر مايو، وفي الأسابيع القليلة الماضية كانت لدينا بعض الخلافات، وهذه هي استراحتنا الثانية.
أنا الآن أحاول العودة إلى ديني، ولكني أشعر أن أمر التوبة فيه ضعف، وأرى أننا كل يوم نتأذى، ولكني أعلم أنني لن أتمكن من الزواج بها، وأن الأمر سيحمل ألما أكثر إذا انفصلنا لاحقا، فأنا لا أشعر أنني أحبها، ولكني أكثر تعلقا بها.
لا أستطيع أن أتركها، لذا سأكون صادقا معها وأخبرها أن هذا لن يؤدي إلا إلى المزيد من الألم، وسأذكر أيضا ديني حول هذا الموضوع، لكني كنت أتساءل أيضا عما: إذا كان بإمكاني أن أكون على ديني وأبقى معها؟
أريد فقط التخلص من هذا الألم، وأود أن يساعدني أي شخص في حل مشاكلي، كما أنني تراودني أفكار انتحارية، وأفكر دائما في نفسي أنها طريقة سهلة للخروج من المشكلة! من الواضح أنني لن أفعل ذلك -أعني الانتحار-، لكن الفكرة غريبة، لم يسبق لي أن فكرت في الانتحار قبل، لا أريد أن أؤذي نفسي، لذلك أنا أريد طريقة يمكنني من خلالها تقليل الضرر العاطفي، وأن أقوم بإصلاح روحي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hassan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونحيي هذه الصحوة التي بدأت فيها تشعر بخطورة ما يحصل من علاقة ليس لها غطاء شرعي، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يردكم إلى الحق والخير والصواب.
لا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن الطريق للوصول إلى أي فتاة يجد الإنسان في نفسه ميلا إليها؛ ينبغي أن يكون عن طريق محارمها، وينبغي أن يكون عن طريق المجيء للبيوت من أبوابها، حتى يبارك الله تبارك وتعالى في هذه العلاقة، فإن أي علاقة لا تبنى على قواعد الشرع علاقة مصيرها الفشل، وحتى لو حصل الزواج فإنه يترك آثارا سلبية على الطرفين، والشيطان الذي يجمعهم على المعصية، هو الشيطان الذي يأتي ليغرس الشكوك بينهم.
لذلك أرجو أن تنتبه لهذه المسألة، وتجتهد في أن تتحكم في عواطفك، وفي سائر أحوالك إلى قواعد هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، وكل ما يحصل بعد ذلك من أفكار سالبة ومن تشويش عليك، له علاقة بهذا الانجراف العاطفي الذي يحدث.
نريد أن نقول أيضا: الإنسان إذا تعلق بفتاة دون أن يعرف إمكانية الارتباط بها، وعنده تردد فإن هذا مصدر إزعاج ومصدر تعب للطرفين، والإنسان لا بد أن يذوق ويلات هذا ويدفع ثمنه، يدفع الثمن غاليا؛ لأن العبث بالأعراض له آثار سالبة وخطيرة وعميقة على نفس الإنسان، حتى لو حصل الزواج فإن العلاقات العاطفية خارج الأطر الشرعية هي المسؤولة عن ثمانين بالمائة (80%) من الفشل في بلاد العرب والمسلمين، وعن خمسة وثمانين في المائة (85%) بل مائة في المائة (100%) في البلاد الغربية، والتي يتوسع فيها الناس في هذا النوع من العلاقات، وهذا كلام تثبته الدراسات.
لذلك أرجو أن تنتبه لذلك، وطريقة التصحيح تكون بالآتي:
-اللجوء إلى الله تبارك وتعالى وسؤاله الهداية.
-العودة إلى الله تبارك وتعالى بتوبة نصوح، وإصلاح ما بينك وبين الله تبارك وتعالى، عندها سيصلح الله ما بينك وبين الناس، عندها ستأتيك الطمأنينة والسكينة وراحة البال.
-تصحيح هذا الوضع -إن أردت- وإكمال المشوار والمجيء للبيوت من أبوابها، أو التوقف فورا عن هذه العلاقة جملة وتفصيلا، والتخلص من كل ما يذكرك بالفتاة.
إذا فعلت ذلك فإن الأمر -بعون الله تبارك وتعالى- سيكون في الطريق الصحيح، ونحذرك من مجرد الدخول في أفكار انتحارية، وتعوذ بالله من شيطان لا يريد لك الخير، ولا يريد للناس الخير، فهو عدونا، والله هو الذي يخبرنا فيقول: (إن الشيطان لكم عدو) ثم ماذا يا رب؟ (فاتخذوه عدوا)، وعداوتنا للشيطان لا تتحقق إلا بطاعتنا للرحمن: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان، ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر).
نذكرك أيضا بأن المعاناة التي يمكن أن تحصل لها أو لك، أقل بكثير من خطورة التمادي في هذا النفق الذي له بداية وليس له نهاية.
لا تفكر في تقليل الضرر العاطفي، بل أوقف هذا الضرر العاطفي، وإن كان الأمر فيه صعوبة الآن – كما قلنا – فالأخطر هو المجاملة، وهو التهاون في السير في هذا الطريق.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على إصلاح نفسك، وبالبعد عن فكرة الانتحار، ونسأل الله أيضا أن يتوب عليها لتتوب، ولكن انج بنفسك، وتوقف عن هذه العلاقة التي يبدو أنه ليس لها سقف، وليس لها جذور صحيحة تقوم عليها، فهي علاقة لا تحتكم فيها إلى قواعد الشرع.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية.