السؤال
السلام عليكم.
عانيت منذ ثلاثة أسابيع من ألم في الأذن، ذهبت لطبيب أنف وأذن، وصف لي مضادا حيويا ولم أتحسن، ثم قال لي: إنه التهاب العصب الخامس.
قرأت عنه وخفت جدا؛ لأنه مزمن ومؤلم للغاية، ثم بدأت أشعر بحرقة في نصف وجهي الأيمن عند الخد، وصداع نصفي، وألم شديد في الرقبة؛ نتيجة للنوم بطريقة خاطئة، وآلام مستمرة.
أخذت كونفنتين وعلاجا مرخيا، ولم أشعر بتحسن، فما هي المشكلة؟ هل هو فعلا العصب الخامس؟ وهل السبب ورم، أم تصلب متعدد، أم مشكلة في المفصل الفكي الصدغي، أم حالة نفسية؛ بما أني خائفة جدا، وأعاني من التوتر الشديد، والتفكير في الأمراض؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فآلام الرقبة ليس لها علاقة بالعصب الخامس، ولا التصلب المتعدد، ولا المفصل الفكي الذي يزيد ألمه مع مضغ الطعام، والشعور بالألم في زاوية الفك حتى مع التثاؤب.
وإنما السبب في تلك الآلام -في الغالب- هو ما يعرف بالشد العضلي في عضلات الرقبة tension headache، الناتج عن الاتكاء والنوم الخاطئ، والوسادة العالية، والفراش اللين، وحمل أشياء ثقيلة على الرقبة والكتف.
لكن في حال عدم الاستجابة للعلاج، فلا بأس من عمل أشعة عادية، ثم مقطعية على الفقرات العنقية؛ لتأكيد التشخيص، ويمكنك في الفترة القادمة أخذ جرعات من حقن neurobion المغذية للأعصاب يوما بعد يوم في العضل، عدد 6 إلى 10 حقن، مع ضرورة أخذ حقنة فيتامين D في العضل 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية 50000 وحدة دولية، كل أسبوع كبسولة واحدة، لمدة شهرين إلى 4 شهور.
ولا مانع من تناول المسكنات لعلاج الألم، مثل كبسولات celebrex 200 mg مرتين في اليوم، وكبسولات myolgen باسط العضلات ثلاث مرات في اليوم، لمدة 10 أيام، مع عمل كمادات ساخنة ودهان كريم فولتارين، وضبط الوسادة أثناء النوم.
ويتصف ألم العصب الخامس Trigeminal neuralgia بالصداع المبرح في جهة واحدة من الرأس، وأحيانا في جهتين، مع سريان ما يشبه الكهرباء والدوار والغثيان، والتنميل والدموع من العين وألم الحلق.
ويتصف ألم العصب الخامس بأنه يأتي في نوبات ألم وصداع تصيب منطقة الوجه، وتستمر لعدة ثوان في كل مرة، ولكن مع تقدم المرض قد تظل النوبات لمدة طويلة، ومن المثيرات والمحفزات لحدوث ذلك الألم تناول الطعام الصلب الذي يحتاج إلى مضغ، تنظيف الأسنان أو حتى مرور الهواء البارد على الوجه، والاستحمام، وغالبا ما توصف النوبة كضربة كهربائية في المنطقة المشار إليها، وقد تمر فترات زمنية طويلة دون حدوث نوبات ألم، وقد تكون بالمقابل فترات تشهد الكثير من النوبات.
والتشخيص في الواقع يعتمد أساسا على طبيعة الصداع المبرح الشديد، ولكن يمكن لاستشاري المخ والأعصاب عمل أشعة مقطعية، أو رنين مغناطيسي على المخ وعلى العصب الخامس trigemenal nerve، والأنسجة المحيطة به.
وفقك الله لما فيه الخير.