كلما اقتربت الامتحانات أمرض.. هل هذا دليل على العين؟

0 23

السؤال

لقد كنت متفوقة جدا، وكان ذكر الله لا يفارقني أبدا، وكنت ملتزمة بصيام الأيام البيض، لدرجة أني أداوم وأنا أصومها وبعمر صغير، والناس يقولون لي: أنت لست بعجوز لتصومي، وكأن العبادة عندهم اقتصرت على كبار السن فقط!

في السنة الدراسية الأخيرة بدأت تنقلب حياتي رأسا على عقب، وبدأت أنفر عن المذاكرة، وأيضا المرض أصبح لا يفارقني، كلما شفيت من شيء أتى لي مرض آخر.

في يوم أتت شيخة تقرأ الرقية على خالتي، وسمعت بالصدفة فتأثرت، لدرجة البكاء، وأحسست وكأن أحدا سحب كتفي من مكانه.

الآن -الحمد لله- ربي أكرمني بدخول كلية الطب، لكن كلما أتيت لأذاكر -بالرغم من أنني أريد ذلك كثيرا- لا أستطيع، أشعر بضيق ونعاس ودوخة، أو أن رأسي لا يستوعب شيئا، بالرغم من أني لو أتيت لأذاكر ولم يكن هناك امتحان أفهم أكثر.

كذلك أيضا صيامي قل، بالرغم من أني أحب ذلك، لكن كلما أتت الأيام البيض خصوصا فإن المرض أو أي شاغل يحصل لي، تقربت لربي أكثر من قبل فمسحت الأغاني، وبدأت أواظب على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر، لكن أحيانا أشعر بضيق لا يوصف، لدرجة أني أبكي.

هل هذا دليل على العين والحسد أم لا؟ لأني كلما اقتربت الامتحانات أمرض، والآن المرض لا يفارقني.

شكرا كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:

إننا إذ نحمد الله الكريم الذي أنعم عليك بنعمة التدين، لنعتب عليك تهاونك بعد أن وجدت لذة الطاعة، وسماعك للأغاني بعد أن تذوقت نعيم الذكر وقراءة القرآن، كيف طاوعتك نفسك أن تتنازلي عن هذه المكانة التي رزقك الله إياها، لأجل هذه المعاصي!

هذا عتابنا عليك، ونسأل الله أن يعفو عنك، وأن تعودي إلى أفضل مما كنت عليه.

أختنا الكريمة: ما أنت فيه أحد احتمالين، وقد يكون الاثنين معا:

إما أن يكون إرهاقا نفسيا وبدنيا بسبب قرب الامتحان، وإما أن تكون طبيعتك النفسية هي شدة التوتر، وعلاج هذا الأمر يكون بأمرين:
1- الإيمان بأن أقدار الله غالبة، وأن الله يختار لعبده الخير، وأن العبد عليه السعي وبذل الجهد، وترك ما يترتب على ذلك لله.
2-وضع منهجية للتعامل مع الامتحانات، وذلك بعدم تضخيمها أكثر من اللازم، وفعل ما يجب، وترك ما لا قدرة لك عليه، مع الرضا بقضاء الله وقدره.

الثاني: أن يكون هذا من عين أو حسد، وهذا كذلك أمره ميسور فلا تقلقي، ولا بد أن تعلمي قبل أن نكتب لك طريقة العلاج أنه لا يقع في ملك الله إلا ما يريد الله عز وجل، وكل شيء عند الله بقدر، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.

قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر)، ونحن نؤمن بوجود الحسد والعين، ولكنها لا تقع إلا بقدر الله، ولحكمة يعلمها الله تعالى في إطار قول الله تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون)، لذا أول ما نوصيك به أن تثقي بأن الأمور بيد الله عز وجل، وأن الله قادر على كل شيء، فاستعيني بالله.

- نوصي بالرقية الشرعية الثابتة بالكتاب والسنة، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الاسترقاء بـ "قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، وقال: لم يتعوذ الناس بمثلهن،" رواه مسلم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم (إذ اشتكى قرأ على نفسه المعوذتين ونفث)، متفق عليه. والنفث: النفخ، وتعوذ النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذتين لما سحره اليهود، وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لمن رقى بالفاتحة "وما يدريك أنها رقية" رواه البخاري.

وعليه فالرقية الشرعية من الكتاب والسنة هي النافعة بعون الله، ونحن ننصحك بالرقية بهذه الآيات لكل البيت:
1. الفاتحة.
2-آية الكرسي.
3- آخر آيتين في نهاية سورة البقرة.
4- الإخلاص.
5- المعوذتين.

- نوصيك كذلك بقراءة سورة اليقرة كل ليلة في البيت، فإن لم تستطيعي فسماعها، فإنها حصن حصين من الشيطان، كذلك تحصني بالأذكار الصباحية والمسائية، ويمكنك الاستعانة بكتاب (حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة).

الاستمرار على ذلك -أختنا- مع الصبر واليقين بالله هو الطريق للشفاء بعون الله، ونسأل الله أن يصرف عنك ما ألم بك، إنه جواد كريم.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات