مترددة في استمرار الخطبة بسبب المستوى التعليمي لخاطبي، فما نصيحتكم؟

0 36

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 20 سنة، أعيش في أوروبا، وتعرفت إلى شاب يكبرني بسنتين، أحببنا بعضنا لمدة سنة، وأنا أعلم أن هذا لا يرضي الله، تبت إلى الله، وطلبت من الشاب أن يخطبني، وبالفعل تمت خطبتنا منذ سنة، هذا يعني أننا منذ سنتين معا.

الشاب يحبني جدا، ومستعد لفعل أي شيء من أجلي، لكنني بدأت أفكر في نقطة معينة، فهو شاب ملتزم وحنون ورحيم وكريم، وأشعر معه بالثقة والأمان، لكنه شخص لم يكمل تعليمه لظروف معينة، ويتحسر على هذا، وفخور أنني أتعلم، ويقول أمام الناس: هذه مخطوبتي، وهي تدرس كذا.

هو عامل في معمل، ويطمح لفتح مشروعه الخاص، لكنه ما زال يحتاج إلى الوقت.

مؤخرا أصبحت أشعر أنه ربما لو أكمل تعليمه لكان أفضل مما هو الآن، ولا أعلم لماذا تأتيني هذه الأفكار! ربما لأننا عندما نتناقش عن العلم والجامعة ألاحظ أنه لا يفهم هذه الأمور، وأفكر هل بعد الزواج يمكن أن تتغير مشاعري بسبب هذا الشيء! على الرغم من أن هذا لا يؤثر علي من الناحية المادية، لكن لا أعلم لماذا أشعر بهذا الآن.

الشاب يثبت لي دائما مدى حبه واهتمامه وتقديره لي، فهل أفسخ الخطبة أم أستمر معه؟ وهل يحاسبني الله إن فسخت الخطبة؟ لأنني أعرف بأمر تعليمه منذ البداية، ووعدته أن أبقى معه، وأعطيته الكثير من الآمال، فسيكون بالنسبة له خذلان كبير، وأخبرني أنني الأمل الوحيد له، في الوقت نفسه أفكر أنني أستطيع تركه والزواج من شخص لديه شهادة، وأرى الكثير منهم، لكن -للأسف- في أوروبا قلة الأشخاص الذين يخافون الله، ويحافظون على أنفسهم، لأنني أسمع قصص البنات وما يعانين من خيانة أو عدم اهتمام، ولا أشعر أنني أستطيع تحمل هذا، أرجو النصيحة.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ haneen حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وأن يرزقك الزوج الصالح.

نشكر لك تواصلك بالموقع، كما نشكر لك مسارعتك إلى التوبة وتصحيح ما وقعت فيه من أخطاء، من إنشاء علاقة مع هذا الشاب، وننصحك بأن تكوني حريصة على الوقوف عند مرضاة الله تعالى، فإن سعادتك إنما هي في طاعتك لربك، فهو خير حافظا وهو أرحم الراحمين، وقد قال سبحانه: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}، فالحياة السعيدة الهنيئة الطيبة إنما تكون في طاعة الله.

فاحذري من أن يجرك الشيطان في الوقوع في مخالفات شرعية، واجعلي علاقتك بهذا الشاب علاقة المرأة بالرجل الأجنبي، وإذا احتجت إلى الكلام معه فينبغي أن يكون في حدود الأدب، وبعيدا عن أي كلام يثير الشهوات، وتجنبي تماما الاختلاء به والانفراد به في اللقاء، فهو لا يزال أجنبيا عنك -وإن خطبك-، ما دام لم يعقد عليك العقد الشرعي.

فاتقي الله تعالى وراقبيه، وسيجعل الله تعالى لك في تقواك له تيسيرا وفرجا ومخرجا، فقد قال الله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.

وأما ما تشعرين به من التردد في الاستمرار على الخطبة أو فسخها بسبب المستوى التعليمي لهذا الخاطب؛ فننصحك ألا تعيري هذا الأمر كبير اهتمام إذا كان هذا الشخص مناسبا لك من الجهات الأخرى، بأن يكون مرضيا في أخلاقه ودينه، وقادرا على القيام بالأعباء المادية للحياة الزوجية، وإذا استطعت بعد ذلك أن تنصحيه بأن يرتقي بنفسه ويحاول إكمال تعليمه؛ فسيكون خيرا إلى خير.

لكن ما دمت تحبينه وتجدين فيه كثيرا من الصفات المطلوبة والمرغوبة، فلا تجعلي من المستوى التعليمي حائلا دون الزواج، فكثير من العلاقات الزوجية نجحت رغم التباين في المستوى التعليمي بين الرجل والمرأة، فاستخيري ربك، وشاوري العقلاء من أهلك في أوصاف هذا الرجل ومدى مناسبته، ولعل الله سبحانه وتعالى أن يجعل لك فيه خيرا كثيرا.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات