السؤال
السلام عليكم.
زوجتي مصابة بمرض نفسي، وبها مس (جن عاشق)، وأنا أحبها، فلدي منها طفل عمره 8 سنوات، والآن هي حامل في الشهر الخامس، وهي تمتنع عني ولا تريد أن تكمل معي.
أنا صابر عليها من أجل حالتها الصحية، فأنا أريد لها الشفاء؛ لأنني تعبت من معاملتها وشتائمها، ولكنها تريد الطلاق، فكيف أتجنبها كي تشفى؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يشفي زوجتك إنه جواد كريم.
شكر الله لك حرصك على زوجتك وإعانتك لها، وتحملك أعباء مرضها، وتفهم حالها، وإنا نسأل الله أن يجزيك خير الجزاء على صبرك عليها، ونرجو الله أن يرزقها العافية وأن يصلح ما بينكما.
أخي: إن ما عند زوجتك يحتاج إلى معالجة بطريقة متوازنة، بمعنى أن تسير الخطوط التي سنذكرها كلها في وقت واحد:
1- الطبيب النفسي.
2- الرقية الشرعية.
3- الحوار الدائم.
هذه الثلاث لا بد أن تسير معا، فالعلاج بواحدة دون الأخرى لن يأتي بالنتيجة المرجوة، لا بد إذا من زيارتك وإياها لطبيب نفسي لمعرفة الداء والدواء، والطب النفسي اليوم أصبح متقدما جدا، وبعض المشاكل التي نضخمها -أخي- أضحت مسلمات ولها أدوية، والعلم تقدم جدا في هذا الاتجاه.
ومع الطبيب النفسي لا بد من فتح حوار معها، لا بد أن تتحدث إليك عما تحب وما تكره، عما يضايقها وما يسعدها، اجعلها -أخي- تتحدث واسمع منها دون أن ترد ولا تشعرها أنك متضايق، نحن نريدها أن تتحدث؛ لأن في التحدث فوائد وتنفيس نحن نريده، نريدها أن تتحدث إليك في كل ما يعن أو يخطر عليها دون خوف أو قلق، هذا مفيد جدا في هذا التوقيت.
بجوار هذين العلاجين يجب عليك الاستعانة بعد الله بالرقية الشرعية، وهي نافعة -بإذن الله- ما التزمت فيها بما يلي:
أولا: الاقتناع أولا بأن الشافي المعافي هو الله، وأنه ليس لأحد سلطان عليها، وأن أمرها بيد الله لا غير، وهنا تهدأ نفسها ويستقر فؤادها.
ثانيا: تحصين البيت كله بالأذكار وقراءة القرآن، وخاصة سورة البقرة كل ليلة فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) رواه مسلم، ورواه الترمذي بلفظ: (وإن البيت الذي تقرأ فيه البقرة، لا يدخله الشيطان)، ورواه ابن حبان بلفظ: فإن الشيطان ليفر من البيت، يسمع سورة البقرة تقرأ فيه.
قال المظهري في شرح المصابيح: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر) يعني: لا تتركوا بيوتكم خالية من تلاوة القرآن، بل اقرؤوا في بيوتكم القرآن؛ فإن كل بيت لا يقرأ فيه القرآن يشبه المقابر في عدم قراءة القرآن.
وقال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين: يعني إذا قرأت في بيتك سورة البقرة، فإن الشيطان يفر منها، ولا يقرب البيت، والسبب أن في سورة البقرة (آية الكرسي).
ثالثا: مع أنه يباح التواصل عند العجز عن الرقية أو الجهل بها، مع بعض المتخصصين أو المتخصصات من أهل السنة؛ إلا أننا نفضل أن تقوم أنت بذلك.
لكن إن لم تستطع فيمكنك الاستعانة بعد الله بالمتخصصين الشرعيين من أهل السنة، وحتى تعلم الفارق بين الراقي الشرعي وغيره لا بد أن تعرف شروط الرقية الشرعي وهي:
1 - أن تكون بكلام الله أو بأسمائه وصفاته، أو بالمأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
2 - أن تكون باللسان العربي وما يعرف معناه: فكل لفظ مجهول فليس لأحد أن يرقي به، فضلا عن أن يدعو به ولو عرف معناه؛ لأنه يكره الدعاء بغير العربية، وإنما يرخص لمن لا يحسن العربية، فأما جعل الألفاظ الأعجمية شعارا فليس من دين الإسلام.
3 - أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى.
فإذا كانت هذه الشروط الثلاثة مجتمعة في الرقية فهي الرقية الشرعية، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا). رواه مسلم.
وإنما نؤكد على هذه الشروط لأن البعض يذهب إلى الدجالين فيضلون بعد الهدى والعياذ بالله، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من ذلك فقال: (من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) رواه أحمد ومسلم. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من سحر أو سحر له) رواه الطبراني، وصححه الألباني.
رابعا: اعلم أن سورة الفاتحة من أنفع ما يقرأ على المريض، وذلك لما تضمنته هذه السورة العظيمة من إخلاص العبودية لله والثناء عليه عز وجل، وتفويض الأمر كله إليه والاستعانة به والتوكل عليه، وسؤاله مجامع النعم، ولما ورد فيها من النصوص الخاصة بها.
هذا هو الطريق -أخي- فالزمه وستجد الخير فيه، المهم أن تصبر عليه، وستجد تغييرا في حياتك وزوجتك بأمر الله.
نسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يبارك فيك، والله الموفق.