السؤال
السلام عليكم.
أخي الأكبر عاق لوالديه، يبلغ من العمر 32 سنة، وهو مدمن مخدرات، وتارك للصلاة، ويؤذي الجيران، ويقوم بذلك أمام والديه في البيت، ويجاهر بذلك، ويسب أمه وأباه، ويتمنى موتهم، ومؤخرا أجريت عملية جراحية لأبي في رأسه، فلما زاره قام بحركات غريبة من أجل إزعاج أبي، حتى تسوء حالته، على الرغم من أن الطبيب قد نصحنا بعدم القيام بأي أمر يزعجه، لدرجة أن أمي قامت بطرده من المنزل، وهو يهدد ويتوعد الجميع، فكيف نتصرف معه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك أيها -الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص، والسؤال، ونسأل الله أن يهدي هذا الأخ المذكور لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو، وأن يصرف عنه سيء الأخلاق والأعمال، لا يصرف سيئها إلا هو.
على الأسرة جميعا أن يحرصوا على بذل الهداية له؛ "ولئن يهدي الله بكم رجلا واحدا خير لكم من حمر النعم"، فكيف إذا كان هذا الرجل هو الأخ، وفرد من أفراد الأسرة، وابن لهذه الأسرة، نسأل الله أن يهديه، وأن يلهمه السداد والرشاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
الذي فهمناه من السؤال أن الأب مريض، وأن الأسرة تعاني من هذا الأخ، والابن العاق للأسرة، الذي يهدد، ويؤذي والديه، ويؤذي إخوانه، ويهدد الجميع، وتواجهون صعوبات في التعامل معه.
نحن نقدر هذه الصعوبات، ولكن نؤكد أن الصبر على هذا الأخ، والاجتهاد في بذل العلاج له، واتخاذ الإجراءات الرسمية والأمنية أيضا -في حالة تعديه وتجاوزه الحدود-؛ كل هذه حلول ينبغي أن تسعى الأسرة في الأخذ بها، ونتمنى دائما أن تعرفوا الطريقة الصحيحة للتعامل معه، وينبغي أن يكون الخطاب في لحظات صحوه ووعيه؛ حتى يتجنب إلحاق الأذية بهذا الوالد، وعلى كل حال أنتم تجتهدون، ولكن المكر السيء والإساءة لا تحيق إلا بأهلها؛ "ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله".
والذي يؤذي والديه سيجد من يؤذيه بعد ذلك، ونحن نشكر لكم هذا الصبر والحرص على حماية الوالد من أذاه، وتعاون الأسرة على التعامل معه بالطريقة التي أولا تعينه على أن يعود إلى صوابه، فإذا لم يحصل هذا، فعليكم أن تتواصلوا مع الجهات الرسمية؛ حتى تتخذ الإجراءات المناسبة في حقه، وعلى كل حال أنتم من يقدر هذا، ونحن ندعوكم إلى الدعاء له، والحرص على بحث المداخل المناسبة لنفسه، والحرص على إبعاد شره عن الوالد بقدر المستطاع في ظروف مرضه وضعفه.
نسأل الله أن يهديه إلى الحق والخير والصواب.