تزوجت برجل لا يصلي وأشعر بالإحباط والحزن، فما الحل؟

0 6

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 25 سنة، أتيت لبلد أجنبي لكي أكمل دارستي، وأشتغل، وجئت وحدي، وتعرفت إلى شخص هنا، وتزوجنا، لكنه زواج بالفاتحة فقط، واتفقنا على أن نوثق زواجنا بعد حصولي على الإقامة.

هذا الشخص للأسف لا يصلي، هو يعتبر نفسه مسلما، ولكن لا يريد أن يصلي، رغم محاولتي المتكررة لكي أدعوه للصلاة، وبدون جدوى.

أحس بالإحباط واليأس والحزن، لأنه اشترط علي أن أدفع معه الإيجار والفواتير بالنصف، فيتوجب علي أن أشتغل لكي أساعده ماديا. أنا عملي صعب، وفي نهاية كل يوم أرجع للبيت وأنا أبكي، ونفسيتي متأزمة. أمي طلبت مني أن أرجع لبلدي، لكن أنا جئت للغربة لكي أكون مستقبلي، ولا أريد أن أرجع لحالة الصفر.

أرجوكم: أريد نصيحة، هل يجوز أن أعيش مع هذا الشخص؟ علما أنه لا يصلي؟ وهل أعتبر ناشزا إذا لم أعطه حقه الشرعي؟ وكيف أعالج حالة الإحباط والحزن واليأس التي أعيشها كل يوم بسبب صعوبة عملي؟

علما بأني حاولت أن أغير عملي، لكن لم أجد عملا آخر إلى الآن.

شكرا جزيلا على نصيحتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لبنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – ابنتنا العزيزة – في استشارات إسلام ويب.
نشكر لك تواصلك مع الموقع، ونحن بدورنا نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لك الأمور، ويكفيك بالحلال عن الحرام، ويقضي حاجاتك، ويردك إلى أهلك سالمة آمنة معافاة.

نصيحتنا لك – ابنتنا الكريمة – أن تعرضي طريقة زواجك على أهل العلم الموجودين في البلد الذي أنت فيه، في المراكز الإسلامية، فترجعين إلى من يرجع الناس إليهم في الفتوى ومعرفة مدى مشروعية هذا العقد، فلم تتضح لنا الصورة كاملة من خلال سؤالك.

إذا كان العقد لا يصح فعليك أن تفارقي هذا الرجل فورا دون أن تخافي أو تهابي من المستقبل، فالله سبحانه وتعالى بيده مقادير كل شيء، ورزقك في خزائنه سبحانه وتعالى.

ثانيا: إذا صح العقد وثبت هذا الزواج فنصيحتنا لك أن تقارني بين مفاسد البقاء مع هذا الزوج، ومفاسد مفارقته، وتفعلي ما هو أخف ضررا عليك، فالشريعة الإسلامية جاءت لدفع المضار وتقليلها، وجلب المصالح وتكثيرها.

كونه لا يصلي لا يعني أنه غير مسلم، إلا إذا كان ينكر فرضية الصلاة، فحاولي أن تصلحيه بقدر استطاعتك، واحتسبي جهودك وتعبك في إصلاحه، فإن هذا جزء من الدعوة إلى الله تعالى، وعملك في هذا مدخر لك لا يضيع، فـ (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا).

شعورك بأنك تسلكين الطريق الذي يحبه الله في محاولة إصلاح هذا الرجل سيبعث في نفسك السعادة والسرور، ويطرد عنك الحزن والسآمة. أما مساعدتك لزوجك في الإنفاق فإنه أمر لا يلزمك من الناحية الشرعية، ولكن إذا رأيت أن ذلك خيرا لك؛ فهو أمر جائز.

بالجملة: نصيحتنا لك –ابنتنا الكريمة- أن تستخيري الله سبحانه وتعالى، وتشاوري العقلاء الذين يعرفون واقعك وواقع حياتك اليومي، فإذا رأيت أن الخير في الرجوع إلى بلدك فالرجوع خير لك، وإذا كانت أمك تأمرك أمرا جازما بالرجوع إلى بلدك، وكان هذا الزواج غير صحيح فالواجب عليك أن ترجعي، ما لم ترض أمك بذلك؛ فإن هذا الأمر صادر منها بسبب شفقتها وخوفها عليك، والأصل أنه يجب أن تطاع الأم إذا أمرت بأمر مباح.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات