السؤال
أنا متروجة منذ أربعة أشهر، وعلاقتي مع زوجي أشعر أنها غير طبيعية، كأن حاجزا بيننا قائم، ونحن بنفس الطبع تقريبا.
لا توجد بيننا مبادرة إيجابية في الكلام، وقد عرفت أن زوجي كان يحب فتاة، وتقدم لخطبتها، ولكن أهلها رفضوا، وهذا الحاجز بسبب هذه التجربة فكيف أتعامل مع الموضوع؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:
أختنا الكريمة: يكاد يجمع علماء الاجتماع أن أصعب سنوات الزواج هي السنة الأولى؛ ذلك أن الطباع وإن كانت متقاربة إلا أنها مختلفة، فما يرضي طرفا قد لا يتفهمه الطرف الآخر، وما يغضبه قد لا يعرفه، وهذا بدوره يذوب تدريجيا مع مرور الوقت، ومع التعامل السلس مع الاختلافات، وهذه نقطة هامة لا بد أن تتفهميها أختنا: الحياة الزوجية لا بد فيها من الاختلاف، ولا بد فيها من تباين وجهات النظر، وسيحدث أن يجد كل طرف نفسه على الآخر مصيبا والآخر على الخطأ، وهنا يبدأ كل طرف في التعامل مع الآخر بقناعته هو؛ مما يزيد من الفجوة الحاصلة، والحل -أختنا- يكمن في ثلاث نقاط:
1- الاتفاق على الاستماع من دون مقاطعة، حتى ينتهي المتحدث من حديثه، ثم يبدأ الآخر.
2- البحث عن النقاط المشتركة، ومن ثم تحرير نقطة الخلاف.
3- التغافل عن الهنات والسماح للتعايش مع الاختلافات.
هذه الثلاثة كفيلة بإدراة الخلاف بطريقة آمنة.
أختنا الفاضلة: إن سبب ما أنت فيه بجوار ما سبق أمران:
الأول: غياب الحوار منكما وإحجام كل طرف عن الحديث؛ مما يصعب فهم الآخر، وييسر التفكير السلبي، ومن ذلك حين علمت بأن هذا الزوج قد تقدم لأسرة ورفض.
ما المشكلة أساسا في هذا الأمر؟! طبيعي جدا أن يتقدم الخاطب فيرفض أو يرفض، لكن لأن مساحة الحوار ضعيفة، والتفكير السلبي متقدم فأصبحت هذه الأمور الطبيعية عقبة أمام شعورك بالسعادة.
الثاني: وجود الشيطان المتربص بكم، نعم -أختنا الكريمة- إن الشيطان يلعب دورا رئيسا للتباعد بينكما بقصد زرع العداوة والبغضاء بينكما، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يفرك بين الزوج وزوجته) أي أنه يجتهد تماما أن يحدث بينهما معارك، حتى ولو كانت متوهمة، أملا في حدوث الشقاق والتباعد؛ تلك غاية إبليس، بل أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أقرب الشياطين إلى إبليس الكبير عنده: من ينجح في إيقاع العداوة والبغضاء بين الزوجين؛ قال صلى الله عليه وسلم: (إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا! فيقول ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال فيدنيه منه ويقول: نعم أنت).
للشيطان وسائل متنوعة وأساليب متغايرة، منها مثلا ما رواه البخاري في الأدب المفرد عن أزهر بن سعيد، قال سمعت أبا أمامة يقول: إن الشيطان يأتي إلى فراش أحدكم بعدما يفرشه أهله ويهيئونه فيلقي عليه العود والحجر أو الشيء ليغضبه على أهله فإذا وجد ذلك فلا يغضب على أهله، قال: لأنه من عمل الشيطان".
قد حدث أن رجلا جاء إلى عبد الله بن مسعود، فقال إني قد تزوجت جارية بكرا، وإني قد خشيت أن تفركني (تكرهني)! فقال عبد الله: إن الإلف من الله وإن الفرك من الشيطان ليكره إليه ما أحل الله له، فإذا أدخلت عليك فمرها فلتصل خلفك ركعتين، وقل: اللهم بارك لي في أهلي وبارك لهم في، اللهم ارزقني منهم وارزقهم منـي، اللهم اجمع بيننا ما جمعت إلى خير، وفرق بيننا إذا فرقت إلى خير".
لكل ذلك ننصحك -أختنا- بما يلي:
1- الحفاظ على الأذكار الصباحية والمسائية في البيت، وقراءة سورة البقرة كل ليلة أو الاستماع إليها في المذياع فإنها حصن حصين بعون الله.
2- البدء بكسر حاجز الصمت في البيت، ابدئي أنت -أختنا- واجعلي الحديث فيما يحب الزوج وما يرتاح إلى الكلام فيه، ولا بأس من مدحه، فإن الإنسان أسير مدح.
3- إن من صفات نساء أهل الجنة -وأسأل الله أن تكوني منهن- أنها عؤود إلى زوجها، التي تسعى دائما في إصلاح بيتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة، الولود الودود العؤود على زوجها الذي إذا غضب قالت: لا أذوق غمضا حتى ترضى).
عليه فنرجو أن تكون البداية منك أنت، مع ما ذكرنا لك من توصيات.
نسأل الله أن يحفظكم، وأن يبارك فيكم.
والله الموفق.