أحب زوجتي وعندي وسواس أني طلقتها

0 35

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ فترة وقع شجار بيني وبين زوجتي، لأنها لا تسمع كلامي، فأنا عاقد قراني دون دخلة، فقلت لها ليس لي كلام معك، وكلامي مع أبيك، هنا خفت أن يكون وقع مني شيء من كناية، فبحثت وسألت فقالوا لي: ليس بها شيء، ولكن سمعت عن كلمة: خلاص أو أنت حرة أو ليس لي كلام عليك، أو افعلي ما شئت، أو أي من هذه الكنايات التي كنت أقولها كثيرا، والآن أنا خائف كثيرا أن يكون وقع مني شيء في وقت غضبي.

أنا عندما أغضب أرمي الكلام رميا دون أن أعقد فيه نية، وأنا الآن أحاول تذكر نيتي دون فائدة، وأصبحت أخاف أن أقول لها أي شيء، أخاف أن يكون عقلي يوهمني، ولا أريد أن أتبع هواي، أريد أن أتبع ما يأمرني به ربي، ولكن أيضا أخاف أن أظلم زوجتي، ولا أعلم ما العمل؟!

علما أني سألت شيوخ علم، وقالوا لي: ليس عليك شيء، ولكني غير مرتاح أبدا، وأخاف أن أكون قد حرفت الفتوى لأرضي نفسي، فأنا أحب زوجتي كثيرا، ولم أعد أقدر على طعام ولا نوم.

أنا أحاول استرجاع جميع الأقوال، وأتذكر نيتي دون فائدة، فعندما يأتيني تفكير أني أردت الطلاق، بهذا الكلام يضيق صدري كثيرا، وأبكي حتى أصبحت أعض على لساني كي لا يتحرك بكلمة طلاق، ودون فائدة.

أحيانا أحس أن لساني ينطقها بغفلة مني، وهل التفكير بالطلاق يعتبر طلاقا؟ وكيف تكون النية؟

أفتوني، جزاكم الله خيرا، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع.ن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – ولدنا الحبيب – في استشارات إسلام ويب.

أولا: نسأل الله تعالى أن يصرف عنك شر هذه الوساوس؛ فالوسوسة شر عظيم وداء مستطير، وعليك أن تأخذ بالأسباب ليعافيك الله تعالى منها، وأهم هذه الأسباب ودواؤها وأحسنها تأثيرا هو ما أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام من الإعراض الكامل عن الوسوسة، وعدم الاشتغال بها، وتحقير موضوعها، مهما حاول الشيطان أن يعظم عندك موضوع الطلاق، وأنك قد وقعت فيه، لا تبال بشيء من هذه الأفكار، ولا تلتفت إليها.

طالما أنك لم ترد تطليق زوجتك، فهذه الألفاظ كلها التي تكلمت بها لا تأثير لها على الطلاق، فلا تنزعج، ولكنك مطالب بالانصراف عن هذه الوسوسة لترضي ربك وتريح نفسك.

الموسوس – أيها الحبيب – يعده العلماء واحدا من المكرهين، فحتى لو نطق بكلمة الطلاق تحت تأثير الوساوس فإن هذا اللفظ غير معتد به، لأن صاحبه مكره، وهذا يبين لك أنك لا تزال في فسحة عريضة من أمرك، وأن طلاقك هذا لم يقع، والمطلوب منك فقط هو الإعراض عن هذه الوساوس، فهذا هو دواؤها، واستعذ بالله تعالى كلما داهمتك هذه الأفكار، وأشغل نفسك بأي شيء ينفعك من دين أو دنيا، وأكثر من ذكر الله، فإنه حصن حصين يتحصن به الإنسان.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصرف عنك كل مكروه.

مواد ذات صلة

الاستشارات