السؤال
أبي وأمي على خلاف، وهما على وشك الطلاق، ونحن نحاول إيجاد الحل، ولكن لا نجد حلا، وأمي قامت بترك المنزل من ثلاثة أشهر، والآن لا يوجد حل، ماذا نفعل أنا وإخوتي وأنا أصغر الأولاد ولا يوجد أحد يهتم بي أو يسأل عني، وأنا أقوم بالدعاء كثيرا، وبقراءة القرآن، ولكن الوضع نفسه لا يتحسن.
أرجو أن تقدموا لي نصيحة تفيدني أثابكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rasha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله لك السداد والثبات والهداية والصلاح، ونسأله تعالى أن يلم الشمل، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا.
فإن الله لا يضيع من تدعو الرحمن وتتلو القرآن، ونسأل الله العظيم أن يعيد لأسرتكم استقرارها والأمان، وأن يجنبكم مكائد الشيطان، ولست أدري أين دور أهل الخير والجيران، وماذا فعل الأعمام والأخوال؟
ونحن ننصحكم بأن تقوموا بدوركم في تلطيف الأجواء والإصلاح بين والديكم، ومما يعينكم على ذلك – بعد توفيق الله – زيادة البر بكل منهما، وعدم الانحياز لأحدهما دون الآخر، وإيصال المشاعر الطيبة، وتذكيرهما بخطورة الخصومات والخلافات على الجميع.
وأرجو أن يحرص الجميع على الإكثار من الدعاء، مع عدم الاستعجال والتوقف عن الدعاء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل: وما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي، فيتحسر عند ذلك ويترك الدعاء).
وأرجو أن يحرص الجميع على طاعة الله وتقواه، فإن الله مع المتقين ييسر أمورهم (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ))[الطلاق:4]، ويزيل همومهم ويكشف كروبهم، قال تعالى: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ))[الطلاق:2-3].
وأرجو أن نتعاون في تفويت الفرصة على الشيطان بذكر الرحمن، وباستجابتنا لله ولرسوله المبعوث من عدنان.
ونحن نقترح أن تكون البداية بعودة الوالدة إلى المنزل؛ لأن تركها للمنزل ليس صوابا، حتى إذا حصل الطلاق فإن الله يقول في المطلقة: (( لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن ))[الطلاق:1].
ونسأل الله أن يسهل الأمور، وأن يستر العيوب، وأن يغفر الذنوب.
وبالله التوفيق والسداد.