السؤال
السلام عليكم
أعاني من أعراض تأتيني بشدة في العمل، يبدأ وجهي بتعرق جاف، وألم خلف الرأس يمينا، ويزداد الألم عند الساعة ١٢ في العمل، ثم يصبح في كامل الرأس، مع سخونة شديدة، وعدم تركيز، وتشويش بالرؤية، مع ضيق شديد، وتشتت أفكار، وانخفاض القدرة على السمع.
كما أني عندما أتكلم يصبح صوتي ضعيفا، وأصبح صامتا معظم الوقت، بسبب الأعراض هذه، ويستمر الألم إلى الساعة ٥ وقت انتهاء العمل، وعند الخروج من مكان العمل يبدأ الألم بالانخفاض، وتزول الأعراض عند الخروج، وأصبح متحررا، لكن يبقى إرهاق شديد، وخمول، ويخف مع النوم بشكل يسير.
عندما آخذ إجازة لا توجد أعراض جسدية وأنا في المنزل، وإنما أفكار فقط، وتشاؤم وحزن، ويأس وإحباط، بسبب ما يحصل معي في العمل، ويسبب ضغطا لي.
ما هو العلاح للتخلص من ذلك؟ وشكرا جزيلا لكم على المجهودات.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب.
أخي الكريم: أعراضك النفسوجسدية هذه مرتبطة بمكان العمل وظروف العمل -كما تفضلت وحددت-، وحين تكون خارج العمل لا تأتيك هذه الأعراض، أعراض التعرق في الوجه وألم خلف الرأس، هذا الألم يزداد بنسق معين نحو الساعة الثانية عشرة، ويكون في كامل الرأس مع الشعور بالحرارة والسخونة، وهنالك أيضا تشويش في التركيز والرؤية، مع الضيق الشديد وتشتت الأفكار، وانخفاض في السمع.
أخي: هذه الاعراض يجب أن تفحص، من حيث موضوع الجودة والكفاءة الطبية، يجب أن تذهب إلى طبيبك طبيب الأسرة مثلا، أو الطبيب الباطني ليجري لك الفحوصات الروتينية.
أنا على يقين كبير جدا أنها أعراض نفسية، لكن لا بد أن نتأكد أيضا عضويا، هذه هي الخطوة الأولى، وبعد أن تتأكد أن كل شيء سليم في جسدك نتعامل مع الموضوع كعامل نفسي، وربما يكون لديك كره للعمل، وعدم رغبة فيه، وتضخيم وتجسيم مسؤولياتك الوظيفية، هذا كله قد يكون سببا في هذه المشاعر.
إن الإنسان يجب أن يحب عمله، مهما كانت هنالك من صعوبات في العمل، الإنسان يجب أن يحب عمله، ومن أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل، والإنسان يجب أن يكون مجيدا في عمله، وأن يبني علاقات مهنية رشيدة داخل العمل، ومن أهم الأشياء التي تجعل الموظف أو العامل مثاليا هي الانضباط الشديد في الحضور والذهاب، والتعامل مع الآخرين.
أخي الكريم: عملك هو مصدر رزقك، ويجب أن تحبه، وأنا أصل لدرجة أن أنصح الناس الذين يبغضون أعمالهم أن يبحثوا عن أعمال غيرها، لكن في الظرف الحاضر قد لا تكون فرص العمل متوفرة بكثرة.
عموما: أنا أريدك أن تحب عملك، وأريدك أن تجيد عملك هذا من حيث المبدأ، ولا تتحسس حول من حولك حتى وإن لم يكن هنالك تعاون مع بعضهم.
أنت شريك، وكم هم الشركاء في العمل، هذا أمر مهم جدا، وأحيانا تكون هناك مفاهيم خاطئة حول العمل وتوجه المسؤولين أو الزملاء في العمل، وبعض الناس يأخذون الأمور بشخصنه شديدة جدا... لا الناس شركاء في العمل نعم، حكومية كانت هذه الأعمال أو غير حكومية، هذه أنصحك بها كنصيحة ثانية.
بعد ذلك خذ قسطا كافيا من الراحة، احرص على النوم الليلي المبكر، هذا يا أخي سيجدد طاقاتك الجسدية وطاقاتك النفسية، ثم صل الفجر في وقته، وأقبل على الصباح بنشاط وحيوية، وما أجمل البكور، وأن تذهب إلى عملك مزودا بطاقات معنوية وطاقات نفسية وجسدية ممتازة جدا.
سيكون أيضا من الطيب والجميل أن تتناول أحد الأدوية البسيطة، الأدوية المضادة للقلق والتوترات، مثل عقار موتيفال -هو متوفر في مصر- بجرعة حبة ليلا لمدة 10 أيام، ثم حبة صباحا ومساء، لمدة شهر، ثم حبة مساء لمدة شهر آخر، ثم توقف عنه، أعتقد أنه دواء بسيط ومفيد وجيد بالنسبة لك، كما أنه رخيص من ناحية السعر.
هذا -يا أخي- هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.