تقدم لي شاب ملتزم ولكنه مطلق، فهل أقبل به؟

0 35

السؤال

السلام عليكم.

تقدم لي شاب ملتزم وميسور الحال وهو مطلق، فزواجه استمر فقط لثلاثة شهور، وأسبابه في الطلاق أن الفتاة لم تكن حسنة الخلق، وصوتها دائما يعلو عليه، وأنها لم تكن تحافظ على نظافة البيت.

لم تتم المقابلة بيننا؛ حتى يتم الرد مني بالموافقة المبدئية، ولكني لا أعرف، فأنا متخوفة قليلا؛ لأن زواجه استمر لفترة قصيرة من الزمن، فإما أن طليقته كانت لا تطاق لدرجة انفصالهما سريعا، أو ربما هو ليس حليما أو حكيما بما يكفي، فهل أقبل به أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الحرص على الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال.

لا يخفى عليك أن الشاب إذا تقدم للفتاة فإن واجب الفتاة وأوليائها أن يسألوا عنه وعن أحواله وعن أخلاقه، كما أن من حقه أن يسأل عنكم، ولذلك أرجو أن يكون هنالك اهتمام، وهذه مسؤولية الأولياء: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، فعلى الأولياء أن يبحثوا ويستفهموا ويعرفوا أخلاق هذا الشاب، والمسألة متاحة بالنسبة لهم؛ لأن الحياة مكشوفة؛ فله مسجد يصلي فيه، وحي يسكن به، وله زملاء درسوا معه، وله مكان يعمل فيه، فمن السهولة بمكان أن نعرف أخلاق هذا الرجل وتعامله مع الآخرين.

النقطة الثانية: ليس من الضروري إذا فشلت الفتاة الأولى أن تفشل الثانية، بل نحن نستطيع أن ننجح عندما نتفادى أسباب الفشل، وأسباب الخلاف التي أوصلته إلى الطلاق من زوجته الأولى بعد فترة وجيزة من الزواج.

لذلك لا عبرة بهذا، وأيضا قد تكون الفتاة صالحة والشاب صالحا، لكن لا يصلحان لبعضهما البعض، وليس معنى هذا أنه لا بد أن يكون فيه عيب أو فيها عيب، فـ (‌الأرواح ‌جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر/تنافر منها اختلف).

وأرجو ألا تنشغلي كثيرا بهذا، ولكن يهمك السؤال عن هذا الشاب، وأنت أشرت إلى أنه ملتزم وميسور الحال، وهو الذي طرق الباب ... وهذه مؤهلات عالية، ونكملها بالسؤال عنه، ونتيح له أن يسأل عنا، ولا مانع أيضا من حواره وسؤاله عن سبب الطلاق الذي حصل، هذا لن يكون فيه إشكال؛ لأن هذه من الأمور التي اعتاد الناس أن يسألوا عنها، ويستفهموا قبل أن يدخلوا إلى مشروع الزواج.

وأنت صاحبة القرار، ودور الأسرة هو دور إرشادي وتوجيهي، ولا شك أن الرجال أعرف بالرجال، وأهلك أعرف بمصلحتك، فأيضا أرجو أن تشاوريهم، وتستخيري ربك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يعينكم على النجاح والسعادة في حياتكم، ونكرر الترحيب بك في الموقع.

نحن نميل إلى القبول به طالما كان ملتزما وميسور الحال، طبعا بعد السؤال عنه، وبعد النظرة الشرعية والاطمئنان والحوار معه، كل هذا متاح من الناحية الشرعية، فنسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

هذا، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات