السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
متى أستطيع القول إن حياتي الزوجية انتهت مع زوجي؟ فأنا متزوجة منذ سنتين وشهر، ولدينا بنت عمرها أقل من سنة.
لقد وصلنا إلى مرحلة نعاقب بعضنا فيها، فزوجي رجل يخرج ويعود للمنزل متى ما أراد، يعيش حياته ولا يهتم، وأنا أتقطع بسبب ابتعاده عن المنزل، حاولت كثيرا إصلاح ذلك، وحاولت جذبه للمنزل بشتى الطرق حتى انفطر قلبي، أشعر بأنه منقبض دائما، فصرت أكره زوجي ولا أحترمه، أدعو عليه بالموت لعدم شجاعتي أن أطلب الطلاق، كلانا مخطئ، وكلما تحدثت معه عن حياتنا يقول: أين المشكلة؟ أنا لا أراها!
وللتأكيد فأنا لا أنكر أنه هو من ارتضيت دينه وخلقه ولهذا اخترته، ولكن العشرة بيننا سيئة.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليليان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح الأحوال، وأن يؤلف القلوب، وأن يشغلكم بطاعة الكبير المتعال.
أرجو أن تعمروا البيت بالطاعة، وبالذكر، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار الأحوال التي علمنا إياها رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-، إذا دخلنا وإذا خرجنا، وإذا أكلنا وشربنا، وإذا نمنا واستيقظنا، حتى في العلاقة الخاصة (لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله، قال باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك، لم يضره شيطان أبدا).
ثانيا: ندعوكم إلى عمارة البيت بالصلاة والطاعات وبكل ما يقرب إلى رب الأرض والسماوات، واستمعوا إلى قول الله: {وأصلحنا له زوجه}، ماذا كانوا يفعلون؟ {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين} [الأنبياء: 90].
ثالثا: أرجو أن تديري حوارا مع هذا الزوج، أو اطلبي منه أن يكتب -أو اكتبوا- استشارة مشتركة، يكتب ما عنده وتكتبين ما عندك، حتى نستطيع أن نحاوركم على علم، ونتمنى في المرات القادمة أن تبيني نوع المشاكل ونماذج منها، حتى نستطيع أن نتفهم الوضع ونحلل الشخصيات المتخاصمة، ونتصور ما يحدث فعلا من إشكالات، فإن الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
وأرجو أن تعلموا أيضا أن الحياة الزوجية قد تحتاج إلى وقت حتى يحصل الوفاق التام، لكن من المهم أن تكون النيات صالحة، وعلى كل طرف أن يتذكر أن الحياة الزوجية طاعة لرب البرية، وأن الذي يحسن يجازيه الله، وأن الذي يقصر يحاسبه الله، فلا مجال للعناد والجدال، ولا مجال لاتخاذ مواقف معادية، الهدف منها أن نغيظ الطرف الآخر أو نعاقبه، كل ذلك لا يرضي الله تبارك وتعالى، فعلينا أن نتذكر هذا المعنى العظيم، ونحن ببساطة نقول: إساءة الزوج لا تبيح للزوجة الإساءة، كما أن إساءة الزوجة لا تبيح للرجل أن يسيء، لأن المحاسب هو الله، وهو سبحانه يقول: {ادفع بالتي هي أحسن}، وبين الأزواج {ولا تنسوا الفضل بينكم}.
فإذا ينبغي أن يكون التنافس بينكم في رضا الله تبارك وتعالى، وخير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه، الذي يسعى في تحكيم شرع الله، وإرضاء الشريك، وتقديم التنازلات هو الأقرب إلى الله تبارك وتعالى، والنتيجة أن الثاني سينصاع عندما يجد أن الطرف الأول يحسن ويستمر في إحسانه.
نسأل الله أن يعينكم على الخير والطاعة، ونكرر الترحيب بك، وننتظر استشارة منه أيضا أو استشارة مشتركة فيها توضيحات، حتى نضع معكم النقاط على الحروف، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلف بين القلوب، ونوصيكم بهذه البنية -التي بينكم- خيرا، واعلموا أن هذا التوتر الذي بينكم يؤثر عليها، وهي في هذه السن تفهم إذا كان هناك توتر، ويضرها جدا ضررا صحيا في العاجل وفي الآجل.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.