السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 22 سنة، أتممت دراستي الجامعية وتقدم إلى خطبتي شاب، الفارق بيننا 10 أعوام، وافقت عليه لأن أهلي يرونه شخصا خلوقا وطيبا، وبعد الخطبة علمت أنه يعاني من بداية الصلع في رأسه، وعند المشي لديه مشكلة في قدمه، لم أعد أستطيع النظر إليه ولا أحبه، وكنت أظن بأنه يصلي لكنه غير منتظم عليها، وهذا الأمر زاد من بعدي عنه، وهو غير متعلم، وأشعر بالاشمئزاز منه ومن طريقة كلامه معي، وأهلي يرون أنها أسباب غير مقنعة لفسخ الخطبة؛ لأن الناس ستتكلم عني بأشياء حدثت ولم تحدث، تعبت وتعبت نفسيتي، لا أستطيع قبوله، وبدأت أكرهه بشدة، وأكره الجلوس والحديث معه.
صليت صلاة الاستخارة أكثر من مرة، وأقوم الليل وأدعو الله بأن نفترق، ولو كان نصيبي فأنا لا أريده، والأيام تمر بسرعة، وأنا خائفة من عقد القران، ولا أريد أن أعيش مع شخص لا أستطيع تقبله، مع العلم أننا أكملنا ثلاثة أشهر، وشعوري بالكره لم يتغير فماذا أفعل؟
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maram حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في الدنيا والآخرة، وبعد:
أختنا الكريمة: الدين والخلق والسلامة من العيوب المنفرة في الزواج، هي أصل الزواج الذي يرجى أن يكون مستقرا، وحصر البعض شرط القبول على مجرد التدين خطأ يجب مراجعته، بل القبول بالزوج أصل بعد الدين والخلق، ولا أدل على ذلك من موقف النبي -صلى لله عليه وسلم- من فاطمة بنت قيس حين نصحها أن ترد صحابيا لأجل أنه يضرب، وآخر لأجل أن المال عنده قليل، تقول فاطمة: " خطبني معاوية، وأبو جهم بن حذيفة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أما معاوية فعائل لا مال له، وأما أبو جهم فإنه رجل لا يضع عصاه عن عاتقه، أين أنتم من أسامة بن زيد؟ )، فكأن أهلها كرهوا ذلك، فقالت: لا أنكح إلا الذي دعاني إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنكحته".
ثانيا: إننا نخشى من أمرين:
- أن يكون النفور بسبب مصادمة الواقع للخيال! فما من فتاة إلا وفي مخيلتها صفات لشريك عمرها وزوجها، وهذا حق خالص لها، وخاصة إذا كانت طلباتها كلها شرعية ومقبولة، ولكن الواقع له حكمه، والخيال لا حد له، ولذا لابد من معرفة فقه الأولويات وفقه الواقع، فإذا جاء من إيجابياته أكثر من سلبياته فقد تم الخير ووجب القبول.
- كذلك نخشى أن يكون الشيطان قد بغضه إليك حتى يفرق بينكما، ثم جاءت طريقة فرضه عليك من قبل الوالد لتزيد هذه الفجوة.
لذا إذا كانت المسألة كما ذكرت فإنها ليست مصيبة كبيرة، بل يمكن تجاوزها، لكن إذا كانت مسألة نفور منك من غير تدخل الشيطان فإن لك الحق في الرفض.
أختنا: نحن نقول ذلك لأن البعض يرفض ثم بعد ذلك يراسلنا بأنه قد تعجل، ويريد الرجوع إلى المربع الأول، ولكن فات الوقت، والشاب قد خطب غيرها، أو كرامته منعته من الرجوع، أو غير ذلك، وعليه فالقرار يجب أن يكون مدروسا.
نحن ننصحك بأن تنظري إليه من زاويتين:
- أنه ليس مفروضا عليك، وأنك متى ما طلبت الفراق سيحدث لا محالة، فالقرار لك.
- جمع إيجبياته وسلبياته بتؤدة وهدوء، وإشراك والدتك معك في النقاش من غير أخذ قرار مسبق، وما بعد ذلك سيقضيه الله تعالى.
أختنا: انتبهي جيدا إلى أن الاستخارة لن تفضي إلا إلى خير، فاطمئني وأشركي والدتك ومن تحبين وتثقين منهم من أهل الدين والخير، وحافظي على أذكارك، واتركي الأمر بعد ذلك لله عز وجل.
نسأل الله أن يحفظك ويرعاك، والله الموفق.