السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي سؤال: أريد القيام بعمرة مع زوجي، وأتمنى ذلك، لكني لا أستطيع لبس الحجاب بعد العودة من العمرة؛ لأنني سأخسر وظيفتي ورزق العيش بحكم عملي بألمانيا، وأنتم تعلمون مدى أهمية العمل. هذا السؤال يؤرقني. أرجوكم الإجابة عنه. وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لكم السداد والثبات والهداية والرشاد.
إن في الحجاب صيانة للمرأة المسلمة من نظر الذئاب، وهو من شريعة العظيم الوهاب، واهب الأرزاق ومسبب الأسباب، ولا خيار للمؤمنة في أمر الحجاب؛ لأن الله يقول: (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ))[الأحزاب:36]. وقد مدح الله المؤمنين والمؤمنات لسرعة استجابتهم فقال سبحانه: (( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ))[النور:51]. ولو كان الرزق بأيديهم للتمسنا عذرا لمن يطعهم، ولكن لا يملك أرزاقنا إلا الوهاب سبحانه.
وهذا أمر يعرفه الكافر والمسلم، فلا تتبعي وساوس الشيطان. (( إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين * فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين ))[الحشر:16-17].
ونحن نتمنى أن يظهر أهل الإسلام شعائر دينهم، وأن يتوكلوا على ربهم، وأن يعرفوا أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، وأن الذي قسم الأرزاق وكتب الآجال هو الكبير المتعال، وليتنا علمنا أن الأعداء إذا أغلقوا على الإنسان باب فإن الله سوف يفتح له أبوابا، وأرجو أن نتذكر أن المسلم لا ينبغي أن يقيم في مكان لا يستطيع أن يقيم فيه شعائر الدين، وإلا فإن من واجبه أن يهاجر إلى الله حتى لا يقال له: (( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ))[النساء:97] وحتى لو كان من أهل البلاد وحورب في دينه ومنع من شعائره فإن الإسلام يدعوه إلى أن يهاجر إلى أرض يعبد فيها الله كما يريد، لأننا خلقنا لعبادة الله الذي تكفل بأرزاقنا، فقال سبحانه: (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ))[الذاريات:56].
فكوني مع الله، وودعي أيام الغفلة، ولا تجعلي لبس الحجاب في موسم معين؛ فإن طاعة الله ينبغي أن تكون في كل زمان ومكان؛ لأن الإنسان لا يدري متى يمضي إلى الله الذي يقول: (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ))[الحجر:99].
ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك.