يتابع الفلاسفة الذين زرعوا عنده الأفكار الإلحاية..فكيف أنصحه؟

0 36

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعرف شخصا عزيزا علي ويحزنني كثيرا رؤيته في ضلال ويغضب الله، فهو يتابع أحد الأشخاص الفلاسفة وزرع عنده بعض الأفكار الإلحادية، وكان يرغب بوضع وشم، وشككت في الفترة الأخيرة أنه يعبد الشيطان -والعياذ بالله- ولا يوجد رقيب عليه، ويسكن في أوروبا، ولا يوجد عنده أي معرفة بالدين، ويعيش وحده رغم وجود والده الذي لا يهتم لأمره.

ماذا أفعل حتى أجعله يعيد التفكير فيما يفعل؟ وبماذا أدعو له كي يهديه الله؟ أرجو الإجابة، أنا لن أيأس من دعائي له، وعندي كامل الاستعداد لأي شيء في سبيل أن يتقبل الله الدعاء ويصلح حاله، وأنا أعلم (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، لكن لا يوجد أمل أن يغيره الله ويهديه، ولا أقدر أن أراه يغضب الله.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – ابنتنا الفاضلة – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقر عينك بهداية هذا الشاب ولكل شبابنا الكرام، ونسأل الله أن يرد غربتهم، وأن يردهم إلى دينهم وقيمهم، وأن يلهمهم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ولا شك أن الشباب اليوم يضيع خاصة في العالم الغربي، الذي يتمدد فيه الإلحاد في فراغهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي الجميع إلى ما يحب ربنا ويرضاه.

ونحن نتمنى أن تجدي من الشباب من يستطيع أن يتواصل مع الشاب المذكور، ليشجعه ويدله على المراكز الإسلامية، التي يمكن أن يجد فيها من يحاوره، ومن يناقشه، ويجلي له معاني هذا الدين العظيم الذي هو دين الفطرة.

وحقيقة أنت تشكرين على حرصك في إيصال الخير، وعلى هذا الدعاء لهذا الشاب ولغيره، ونسأل الله أن يهدي شبابنا وشباب المسلمين، ولا تيأسي من الدعاء، واستمري في الدعاء والتوجه إلى الله - تبارك وتعالى -.

وإذا كان هناك مجال في إيصال مفاهيم صحيحة له وتنبيهه لخطورة هذا النفق المظلم الذي يريد أن يدخل إليه؛ فهذا سيكون حسنا، سواء كان عن طريقك أو عن طريق آخرين، ونحن نتمنى أن يتكلم في هذا المجال المختصون من الرجال، فالشباب الأقرب إلى أن يحدثهم الشباب من أمثالهم.

ونتمنى أيضا أن تجدي من المطبوعات -إن كان يحب القراءة في المجال الفلسفي-، فليقرأ للدكتور الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي ويقرأ كتابه (مشكلة الأفكار في العالم الاسلامي) وغيرها من كتبه المهمة جدا، كذلك يقرأ للفيلسوف المغربي الدكتور طه عبدالرحمن، وليبدأ بكتاب (سؤال الأخلاق) ثم يمر على جميع كتبه الفلسفية، وغيرهم من الفلاسفة إن كان مهتما بهذا المجال، ولا يحصر نفسه لآراء شخص واحد -إن كان باحثا عن الحق- ويقرأ في تجارب الملحدين من الغربيين والعرب، الذين انساقوا وراء بهرجة الإلحاد، ثم ما لبثوا أن رجعوا لنور الإيمان.

الاستمرار على الدعاء مما تؤجرين عليه عند الله تبارك وتعالى، وتشكرين مرة أخرى على هذه المشاعر النبيلة أنك لا تريدين أن تري هذا الشاب يغضب الله - تبارك وتعالى -، وهذا شأن المؤمن الغيور، والمؤمنة الغيورة التي لا ترضى أن تنتهك حرمات الله تبارك وتعالى، فواجبنا لأهلنا ومعارفنا إنما يكون بدعوتهم إلى الهداية وبتذكيرهم بضرورة العودة إلى دين الفطرة الذي هو الإسلام، ونسأل الله أن يقر عينك بهداية الشاب المذكور، وأن يقر أعيننا بهداية شبابنا، وأن يردهم للحق ردا جميلا، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات