التشنجات والتنميل في الجسم

0 502

السؤال

السلام عليكم وحمة الله وبركاته.
المشكلة بدأت منذ العام 2000، وما زالت مستمرة معي حتى الآن، رغم محاولاتي الكثيرة للتخلص منها، ففي العام 2000 كنت إنسانا سعيدا، وكنت إنسانا ناجحا ورياضيا، وكنت أمارس حياتي بشكل جيد، وتعرضت في ذلك العام لمشاكل خاصة وقوية جدا ومستمرة، وفي تلك المرحلة بدأت أشعر بعارض لم أكن أشكو منه أبدا، وهو تشنج قوي في الجسم بشكل لا يوصف، وخاصة في أسفل الظهر، حيث كان الألم يمتد إلى أسفل قدمي اليسرى، فذهبت إلى طبيب مختص بالمفاصل، فأعطاني الكثير من الأدوية، ولكن من دون جدوى، فقمت بإجراء صورة (Mri)، وكانت النتيجة لا يوجد شيء كالديسك أو تمزق في العضلة، ومن ثم قمت بعلاج فيزيائي كثيف ولفترة طويلة من دون نتيجة، ومن ثم أخذت حقنتين من الكورتيزون في أسفل الظهر، فاختفى الألم لوقت، ثم عاد من جديد، فاعتقدت أن الطبيب ضعيف ولم يفهم ما بي.

وباختصار ذهبت إلى أكثر من أربعين دكتور عظام ومفاصل، ولم أر أي نوع من التحسن، وجميعهم أعطوني أدوية مسكنات، وأدوية التهابات للروماتيزم وعلاجا فيزيائيا، مع العلم أنني أجريت 8 صور (Mri) لجميع أقسام الظهر، و10 صور (XR)، وفحص دم شامل، وجميع النتائج كانت سليمة، فقام أحد الدكاترة بتحويلي لدكتور نفسي، وهنا تغير نوع العلاج، ولكن أيضا من دون جدوى، حيث وصف لي دواء السيبرالكس، فأخذته لشهر واحد، وأوقفته لأنني عندما كنت أتناوله كنت أشعر بصداع شديد في رأسي، وكأنه سينفجر، ثم وصفي لي (Fluanxol -deanxit-tryptizol)، ولكن من دون جدوى، وهنا بدأت أشعر باليأس والكآبة؛ لأنني أعاني من آلام شديدة في الظهر، ولكن هذه المرة في عضلات الرقبة والأكتاف، وأصبحت عضلات رقبتي كالحجارة، وزادت المشكلة، وحاولت الكثير للتخلص منها عن طريق الرياضة، ولكن بعد كل رياضة أمارسها أشعر بزيادة التشنج في جسمي، وخاصة في رقبتي، وآخر دواء استعملته هو (Nortrilen- atarax)، وقد أوقفته بعد أسبوعين من العلاج، لأنني كنت أشعر بتنميل قوي في جسدي، وخاصة في رأسي كأنني أتكهرب، وكان جسدي ينفض نفضة واحدة وقوية وأنا نائم، فأوقفته على الفور.

والآن لا أدري ماذا أفعل؟ فقد فقدت الثقة بجميع الدكاترة، وأصبحت أيضا أخاف من تناول الأدوية، لأنني أصبحت أشعر بأعراض لم أكن أشعر بها من قبل، مثل الابتعاد عن الأمكنة الباردة، لأنها تزيد من آلامي في جسدي.

مع العلم أنني لا أعاني من الروماتيزم، وفحص الغدة وتخطيط القلب كانا سليمين، إذا ما هذا الذي أعاني منه منذ سنوات، ولا يوجد أي مؤشر طبي سلبي لدي، فأرجو من قراءتكم لمشكلتي هذه أن تنظروا فيها بدقه،
وترشدوني نحو الحل السليم، مع العلم أنني اليوم غير قادر على العمل، ففي كل مرة أذهب فيها لعمل جديد أشعر في ساعاتي الأولى من العمل بأنني سوف أسقط أرضا من شدة التشنجات في رقبتي وأكتافي، بحيث لا أقدر على الإنتاجية ولا على التركيز، فأنسحب مباشرة من العمل من دون سبب، وقد تناولت الكثير من الفيتامينات والأملاح المعدنية، ولكن من دون تحسن، فماذا علي أن أفعل؟ وهل أعاني فعلا من مرض نفسي ؟ إذا كان الجواب نعم فما هو الدواء الذي يجب أن أتناوله من دون أن يكون له آثار مخيفة؟ وما هي المدة والكمية اليومية؟ وما سبب هذه التشنجات في الرقبة والأكتاف؟

مع العلم أنني غيرت فرشتي ووسادتي أكثر من 10 مرات من دون نتيجة، وأصبحت اليوم لا أتكلم إلا عن (الوتابات) والتشنجات، وهل هناك انسداد في شريان في رقبتي بحيث لا يصل الدم إلى العضلات؟ فقد ضجر مني من حولي، وعندما يرونني لا يقولون لي: كيفك، بل كيف (وتابك)؟ فقد أصبحت مشغولا في كل يوم بتشنجات رقبتي، مع العلم أنني مارست السباحة والساونا والبخار، ولكن أيضا من دون جدوى، فبالله عليكم ما أفعل للتخلص من هذا الكابوس؟ فلقد مرت 6 سنوات من العلاج ولكن من دون جدوى، وقد خسرت الكثير والكثير، ولكم جزيل الشكر.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لقد قرأت رسالتك باهتمام شديد، وأرجو أن أؤكد لك أن الشكوى التي تشتكي منها هي شكوى معروفة ومنتشرة؛ حيث يعاني (40%) من الناس من آلام في الظهر، ولا يوجد لها أي سبب عضوي، أي أجريت كل الصور من صور عادية، ومقطعية، وصور عن طريق الرنين المغناطيسي، وكلها لم تثبت وجود أي خلل في الظهر، أو العظام، أو الغضروف.
وفي بعض الحالات يوجد نوع من التقلص العضلي.
لقد أثبتت الكثير من الدراسات العلمية أن السبب في مثل هذه الآلام هو سبب نفسي، وقد رأى علماء النفس أن هذه الحالات تعادل الاكتئاب النفسي، ولكن لا نستطيع أن نقول أنها اكتئاب نفسي بمعناه المعروف، إنما هي واحدة من معادلات الاكتئاب النفسي، ولذا يعالج بنفس طريقة الاكتئاب النفسي، وقد استفاد الكثير من المرضى الذين تناولوا الأدوية المضادة للاكتئاب.
فيا أخي أرجو أن تعرف أن هنالك رابطا قويا جدا بين آلام الظهر التي لم يوجد لها تفسير عضوي، وبين الاكتئاب النفسي، وقد أجريت اختبارات الشخصية للأشخاص الذين لديهم هذه الشكوى واتضح أن معظمهم لديه ميول اكتئابي في شخصيته.
أخي الكريم، أرجو أن أؤكد لك أن حالتك بالرغم من أنها مزعجة ولكنها ليست خطيرة، وبالطبع لابد أن تعالج، وإن شاء الله سوف تعالج.
فمن أفضل طرق العلاج هي الالتزام بالتمارين الرياضية المتدرجة، بمعنى أن تبدأ تمارين بسيطة كالمشي مثلا لمسافة قصيرة، ثم ترفع المعدل بالتدريج . أرجو يا أخي أن تصبر على هذا الأمر وأن تطبقه، فالكثير من الناس تعطى لهم الحلول ولكنهم لا يلتزمون بالتنفيذ، فأرجو أن لا تكون من هؤلاء وذلك من أجل مصلحتك.
الشيء الآخر هو أنه يوجد والحمد لله الآن دواء مضاد للاكتئاب في الأصل، ولكنه وجد أنه يفيد بشكل أكبر في الاكتئاب المرتبط بمثل هذه الآلام، ويعرف باسم ديولكسين (Duloxetine) وجرعته هي 60 مليجرام في اليوم حبة واحدة.
الدواء لم يسوق حتى الآن في الكثير من الدول العربية، ولكنه يستعمل في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام ونصف تقريبا، وأصبح الآن يتوفر في بعض الدول.
هذا هو أنجع وأحدث وأفضل علاج لمثل حالتك، والأمر مختصر جدا بفضل الله، حبة واحدة في اليوم، ولكنها تتطلب الالتزام المطلوب، وأقل مدة للعلاج هي ستة أشهر.
أرجو أن تحاول الحصول على هذا الدواء، وسوف تجد إن شاء الله فيه نفعا كثيرا، وأرجو يا أخي أن تكون أكثر إيجابية وتفاؤلا، وأود أن أؤكد لك أن هذه الحالة بإذن الله تعالى مقدور عليها، وسوف تنتهي وسوف تختفي .
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات