السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت أعزبا، وأعمل في الخارج وأرسل المال لأمي لفترة من الوقت؛ لتجهيز الشقة والزواج، وبعد الانتهاء عدت وتزوجت -ولله الحمد-.
والآن أمي لا تريد إعطائي بقية المال الذي لديها، وأنا لا أريد الضغط عليها، كما أنها تطالبني باستقطاع نصف الراتب تقريبا لتجهيز شقق إخوتي بالمساعدة مع أبي، فهي شقق كبيرة، في أول الأمر عرضت عليها تجهيز نصف الشقة، فيتزوج فيها الواحد منهم ثم إذا أكرمهم الله جهزوا الباقي، فرفضت! ثم عرضت عليها ربع المبلغ أرسله لها شهريا فرفضت أيضا.
فما رأيكم؟ فأنا أريد النصيحة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام ببر الوالدة، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.
لا شك أن خدمة الوالدين والسعي في إرضائهم من الأمور الكبيرة والمهمة التي حرض عليها الشرع، فقد ربط العظيم بين عبادته وبين رضى الوالدين في كثير من المواطن في كتاب ربنا، وأحمد الله الذي أعطاك هذه القدرة على المساعدة والوقوف إلى جوار إخوانك، وبذل المال من أجل إسعادهم، ونسأل الله أن يوسع عليك في الرزق.
أما إذا كانت طلبات الوالدة فوق الطاقة فالمهم أن تسمع منك الكلام الطيب، والوعد الجميل؛ لأن الله قال: (وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا)، قل لها: إن شاء الله لن أقصر فأنا أنتظر زيادة الراتب، وأنتظر كذا، وهنالك صعوبات أحاول تجاوزها، ولن أقصر بإذن الله، فأسمعها الكلام الجميل ولا تحاول أن تعترض، والإنسان ينبغي أن يفعل ما عليه ويبذل الوعد الجميل والكلام الطيب، خاصة عندما يكون الأمر في مواجهة الوالدة، ورضا الوالدة غاية كبيرة، وهدف شرعي عظيم، ومع ذلك فإن ربنا العظيم لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها.
ولكن كن مستمعا جيدا وعدها بالجميل ولا تقصر، وأعلم أن البركة في بذل المال من أجل إرضائها، ونسأل الله أن يعينك على الوفاء بحقوق الزوجة، وبحقوق الوالدة، وبحقوق الإخوان الذين هم من الأرحام، بل من أعلى درجات الرحم التي ينبغي أن توصل، فنسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
نكرر الشكر لك على ما قمت به تجاه الوالدة وتجاه الإخوان، نسأل الله أن يزيدك من فضله، والموازنة في ذلك مع الكلام الجميل والوعد الجميل هو الذي فيه المخرج بعد توفيق ربنا -تبارك وتعالى-.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية.