البثور الملتهبة في الجسم المصاحبة لحالة نفسية

0 363

السؤال

السلام عليكم.

ابنة عمي تشكو من انتشار بثور ملتهبة في أجزاء متعددة من الجسم، تكون مصحوبة بهرش شديد، ويستمر هيجان هذه البثور لعدة ساعات، وتنتهي برشح في الجلد أو جرح ناتج عن الهرش، وقد شخصت الحالة باعتبارها حالة ارتكاريا، وكانت قد تكررت لديها حالة الهرش والتهاب الجلد منذ خمس سنوات واعتبرها الطبيب المعالج في ذلك الوقت حالة حساسية، ومنعت من تناول بعض الفواكه والأطعمة الأخرى المثيرة للحساسية.

وإليكم معلومات وافية عنها: هي طالبة جامعية من أسرة متزمتة، كان أبوها أحد الرجال المهمين في المنطقة، وكان له كلمة مسموعة، ويتميز بقوة الشكيمة، محبوبا من كل فرد، غير أنه في المنزل كان سلبيا وغير فعال، بينما كانت الأم متسلطة عدوانية متقلبة المزاج (نكدية) كثيرة الانتقاد لزوجها وأبنائها.

كانت بنت عمي أول حمل للأم، وأنجبت بعدها أربعة أبناء، 2 ذكور و2 إناث، كانت الأم تفضل الأبناء الذكور على الإناث، ولذا كانت تشعر بنبذ الأم لها وتفضل إخوتها عليها في كثير من شئون حياتها.

استمرت في التعليم حتى دخلت الجامعة، غير أنها كانت تشعر أن والديها يحضران عليها الكثير مما تستمتع به زميلاتها في نفس سنها! يحاسبانها على الدخول والخروج، يفرضان عليها الحشمة المفرطة، وعدم الاختلاط بأقاربها الذكور بأي شكل من الأشكال، وكذلك المراقبة الشديدة لها عند الدخول والخروج، واستخدامها للتلفون، وكثيرا ما يسألون عن أوقات محاضراتها، ومتى ستنتهي؟ حتى أحست بضيق الخناق عليها.

التحقت بكلية التربية وفقا لرغبة أبيها، ولكنها كانت تتمنى الالتحاق بكلية أخرى تستطيع فيها التعبير عن ذاتها، وحتى عند اختيار القسم أجبرها على اختيار علم النفس أو التربية الخاصة، حينها كانت تفكر دخول قسم التربية الفنية لتستريح من صعوبة مذاكرة شيء لا ترغب به الذي فرضه عليها سوء اختيار والدها للكلية التي تدرس بها، وهذا ما جعلها ترسب في أغلب المواد أكثر من فصل دراسي، مما زاد آلامها النفسية، وكان والداها يحملانها مسئولية الرسوب.

فرض عليها الوالدان الخطبة من شاب غني ذي مركز مرموق من أقارب الأم، غير أن الحالة لم تكن منسجمة معه، وتشعر بعدم التفاهم معه، مما زاد اضطراباتها النفسية والقلق على المستقبل.

كانت أول شكوى من الاضطرابات الجلدية منذ خمس سنوات عقب رسوبها في السنة الأولى في الدراسة الجامعية، ثم أصبحت ملحة عليها كلما حدث لها اضطراب نفسي أوشعور بالذنب نتيجة الفشل.

أنا باعتباري أخصائية نفسية مبتدئة أتمنى منكم مساعدتي في إرشادي بنوعية العلاج النفسي المناسب لها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

1. إن الاضطرابات النفسية، أو الشدة النفسية والقهر، لا شك تؤثر على المناعة وتثبطها، وتؤدي إلى الكثير من المظاهر العضوية، والتي من بينها الحكة، والثعلبة، وانتشار الصدفية، وانتشار البهاق وغيره، ولكن يجب أن تقدر كل حالة بقدرها، ولذلك يجب تحري الأسباب، وإيجاد الحل المناسب، كما ويجب استشارة طبيب نفساني؛ لمعرفة مدى ارتباط الحالة العضوية بالحالة النفسانية.

2. يجب عدم المبالغة في تلبيس الناحية النفسية لكل مشكلة عضوية، وإلا بعدها يتحول الأمر إلى وهم وغلو، ويقع صاحبه فريسة لهذا الوهم، الذي قد تكون أضراره أكثر من الحالة النفسية، أو المرض العضوي نفسه.

3. يجب عدم لوم الوالدين، وعدم عقوقهما، والرضا معهما، وطلب رضاهما، والدعاء لهما، وطلب الدعاء منهما، وذلك كله من أسباب الرضا، الذي هو أساس العلاج النفسي، ((وبالوالدين إحسانا))[البقرة:83].

4. ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))[الرعد:11]، وهذا يدل على أن الناحية النفسية، وما بداخل النفس من مشاعر وأحاسيس، تنعكس على واقع الجسد والحياة والواقع، وقد روي أن الله قد سقى قوم نبي من الأنبياء بعد توبة صامتة صادقة لأحد مرافقيه، فانهمر المطر، ولربما تغيير ما في النفس من النية -والله أعلم بالنية والنوايا والمرامي القريبة والبعيدة- يبدل حالكم لأحسن.

5. لابد من استشارة طبيب نفسي؛ لأخذ العلاج المساعد، سواء بالنصح أو بالدواء، وقد يساعد في ذلك زملاؤنا في الشبكة.

6. إن كان هناك تقيح، فيجب تغطيته بالمضادات الحيوية، وإن كان هناك حكة، فيجب أخذ مضادات الهيستامين، مثل الفينيرغان، أو الأفيل، أو حتى الأتاراكس، ولكن تحت إشراف طبي.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات