السؤال
السلام عليكم.
أنا أعمل طبيبا، وتزوجت منذ عام من مهندسة أهلها أثرياء، لكنهم لا حظ لهم من العلم، فأبوها غير متعلم، ويعمل تاجرا، المهم أنني لست منسجما معهم، وثقافتنا مختلفة تماما، فهم يهتمون بتوافه الأمور من أنواع الطعام وحديث الأفلام ومباريات الكرة، أما هي فالحقيقة أنني لم أكن معجبا بها في يوم من الأيام منذ أن تقدمت لخطبتها، وحتى إن رزقنا بطفل فهي مرفهة لا تجيد أعمال المنزل، وحتى اليوم ترسل لها أمها من تعينها، الأهم من كل هذا وذاك أني لا أشعر تجاهها بأي حب، وهي تلح علي كثيرا في أمر المشاعر والحب، لا أستطيع أن أكذب، حتى شيئا من الكذب المباح لا أستطيع أن أقوله إرضاء لها أو حتى تسكينا لها، فأنا أعاني معها، مع العلم بأنني حين أحزم أمري بيني وبين نفسي أنه لابد من الانفصال أشعر بالراحة النفسية، وبصراحة هي لم ترض طموحي يوما ما لا شكلا (جمالا) ولا ثقافة ولا أهلا، رغم أني لا أعيب عليها دينا ولا خلقا، لكني أصارع نفسي حتى أستطيع المواصلة معها، وأنا تعبت من الضغط على نفسي، أريد أن أرتاح، فما العمل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يصلح الأعمال، وأن يبارك في الآجال، وأن يلهمنا الخوف من ذي العظمة والجلال.
فإنك تزوجت من هذه المهندسة بعد رؤيتها، فلا تؤاخذها بحال أهلها، واجتهدت في الصبر عليها، خاصة مع وجود طفلة بينكما، ولا تظن أنك سوف تجد امرأة بلا عيوب، لأنك أيضا -ككل إنسان- فيك إيجابيات وسلبيات، ومن هنا ينجلي للإنسان إعجاز هذا الدين، الذي يقول فيه رب العزة والجلال: (( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ))[النساء:19]، وقد قال غير واحد من المفسرين: هو الرجل يصبر على المرأة، فيرزقه الله منها الصالح من الأولاد، وتتغير الأحوال.
ولابد أن يكون الإنسان واقعيا، كما علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر).
وقد ذكرت لنا ما في زوجتك وأهلها من سلبيات، فتذكر في نفسك إيجابياتها، وضعها إلى جوار السلبيات، ولا تستعجل في اتخاذ القرارات، فإن ذلك قد يجلب الندامات، ويوجد العداوات.
وإذا كانت صاحبة دين وأخلاق، فنحن ننصحك بالصبر عليها (( لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ))[الطلاق:1]، واعلم أنه لن يستفيد من الفراق والطلاق سوى الشيطان، ولا أظن أن مدة عام كافية لتحقيق الانسجام، وأرجو أن تجتهد في مبادلتها بالمشاعر الطيبة، وإذا كنت تعتقد أن سعادتك في الفراق، فإننا نذكرك أن الفراق له تبعات كثيرة، فلا تضع نفسك في مواجهة مزيد من المشاكل.
وإذا أردت الطلاق فإنه بيدك في أي لحظة، لكننا نتمنى النظر إلى الموضوع من كافة الجوانب، والتفكير في الأمر مرات بعد الألف.
ولماذا لا تحاول عزلها عن هذا الوسط، والاجتهاد في إصلاح وتغيير ما يمكن، قبل أن تستخدم الكرت الأخير.
ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك.