السؤال
الإخوة الأعزاء في الشبكة الإسلامية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أشكركم على جهودكم المتواصلة في خدمة الأمة الإسلامية، وأسأل الله أن ينفع بكم، ويجعل ذلك في موازين حسناتكم وبعد:
لقد عودتموني دائما أن يكون نصحكم وتوجيهكم بلسما شافيا من كل الجراح، وهذا والله ما عهدته في إجاباتكم على استشاراتي السابقة.
أما اليوم فأنا في مأزق حقيقي، وأسأل الله أن يكون خروجي منه بفضل الله على يديكم، وأن تتسع صدوركم لذلك.
إنني أعاني من مشكلة حقيقية، فبالرغم من أني إنسان ملتزم بحمد الله، وأعرف الصح من الخطأ، إلا أن هناك تجاوزات في بعض الأحيان.
لقد تزوجت منذ 4 أشهر للمرة الثانية بعد وفاة الزوجة الأولى بسنتين، وكان ذلك بعد دعاء يومي ومستمر على مدار سنتين ( لله جل وعلا ) أن يرزقني الزوجة الصالحة، وأنا موقن بالإجابة.
وعندما هممت بالزواج بحثت كثيرا، وجلست مع أكثر من (10) فتيات في حدود المباح شرعا، دون أن أقتنع بواحدة منهن، وأخيرا انتهت إجازتي التي كنت أقضيها في بلدي، وأردت أن أعود إلى بلد الغربة حيث أعمل، وهذا يعني أنني سأنتظر سنة كاملة حتى الإجازة القادمة، وربما في ذلك الوقت أبحث وأبحث دون جدوى أيضا، فأصرت علي والدتي أن أمدد الإجازة، وفعلت، وخلال فترة التمديد جلست مع فتاتين، وقررت أن أختار إحداهما واستخرت الله وتم الزواج، وكانت إنسانة صالحة محافظة متعلمة من عائلة محترمة، وجمالها مقبول.
وبعد عقد القران جاءتني وساوس وشعرت بندم شديد! وأحسست أني تسرعت بسبب ضيق الوقت، واستمرت تلك الوساوس ثلاثة أيام، لم أستطع معها الأكل أو النوم، لكنها بدأت تخف كلما جلست معها وتعرفت إليها أكثر، إلى أن تلاشت بحمد الله، وعملنا مراسيم الزواج ومكثت بعدها في بلدي ثلاثة أيام فقط، ربما كانت من أسعد أيام حياتي (سبحان الله، تغيير كلي!).
مشكلتي الحقيقية بدأت قبل أسبوعين (نحن الآن معا في بلاد الغربة) حيث بدأت عندي حالة غريبة من القلق والوسوسة، شبيهة بالتي حدثت في الماضي لكنها أخف، وقد سببت لي شبه اكتئاب، فبدأت أحدث نفسي وأطرح عليها تساؤلات:
لماذا تزوجت هذه؟ لماذا لم أنتظر حتى الإجازة القادمة؟ أنا أستحق أفضل من هذا الجمال وتلك الصفات؟
مع أني والله على يقين تام بأنه ما ندم من استخار، إلا أني أعيش في حالة لا أستطيع معها إخفاء هذا القلق، حيث تسألني زوجتي دائما: لماذا تحملق بي؟ ولماذا أنت شارد الذهن؟ وفيم تفكر؟ لكني لا أستطيع أن أجيبها، فأبدأ في البكاء وهي تضمني وتحنو علي كالطفل.
أستميحكم عذرا بسبب الإطالة، ولا أريد أن أسترسل أكثر من ذلك، فكما أخبرتكم بأني أعرف أن الله يجيب عبده إذا دعاه، وأن هذه هي الإنسانة المناسبة لي، وأعرف معنى قول الله: (( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ))[البقرة:216]، لكني أريد أن أسمع منكم كلام الدين والإيمان، لعل الله أن يغير الحال بأحسن حال، فأنا إنسان ضعيف، مشكلة صغيرة أو كلمات قليلة يمكن أن تسبب لي قلقا وحزنا! وبالمقابل كلمات قليلة أخرى جميلة يمكن أن تنقذني مما أنا فيه ( لا أدري أي نوع من الأمراض هذا أو أي نوع من البشر أنا).
أفيدوني أفادكم الله بالسرعة الممكنة.