السؤال
السلام عليكم
أنا أم لثلاثة أطفال، وأعمل طبيبة أسنان، وعندي مشكلة أن زوجي كثير الغياب عن المنزل، وكثيرا ما يبيت خارج البيت.
يذهب إلى دعوات حيث يتم تقديم الطعام، ويبيت الناس يقرؤون القرآن، وهذا يسبب لي مشكلة نفسية، وشعورا بألم نفسي قاس وبشع.
أود استشارتكم كيف يمكنني أن أتعامل مع هذا الزوج؟ وكيف يمكنني التخلص من هذا الشعور ومتابعة تربية أطفالي، ولا يؤثر هذا الفعل على نفسيتي؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر أطفالك بأمر زوجك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح الأحوال، وأن يرزقك صلاح البال.
سعدنا جدا باهتمامك بالأطفال، وباهتمامك بزوجك، وسعدنا أيضا أن زوجك يسهر في حفظ كتاب الله وأعمال الخير، ولكننا مع ذلك بلا شك ندعوه إلى أن يقوم بواجب كبير عليه، وهو الوفاء بحق الزوجة والأبناء، فالشريعة لا تبيح للإنسان التقصير في حق بيته، حتى لو كان المبرر حفظ كتاب الله، والصيام، أو حتى الجهاد في سبيل الله، فإذا قصر وأخل بحق بيته، فقد أخل بواجباته كزوج وواجباته كوالد، ولذلك أرجو أن تحمدي للزوج هذا العمل الخيري، وذكريه أن هناك عملا أوجب وأفضل وأحسن، وهو القيام أيضا مع هذا العمل العظيم بحق الزوجة وحق الأولاد.
تعوذي بالله من المشاعر السالبة، فأنا أريد أن يكون عندك شعور بأن هذا الزوج في الخير، لكن هذا لا يعني أنه يقصر في حقك كزوجة أو في حق أبنائه، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يرض من عبد الله بن عمرو الذي كان يصوم النهار ويقوم الليل عندما قصر في حق أهله حتى قال له: (إن لأهلك عليك حقا، وإن لربك عليك حقا، وإن لنفسك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا -وبعض الروايات تضيف: وإن لابنك عليك حقا- فأعط كل ذي حق حقه) فنسأل الله أن يعين هذا الزوج على فهم هذا الأمر.
نسعد جدا إذا تواصل مع الموقع، وبين لنا النمط الذي هو عليه حتى يأتيه التوجيه الشرعي بضرورة أن يعطي الأولاد حقهم، ويعطي الزوجة حقها، ومهما كان المبرر، وكأني بفاروق الأمة عمر يرجع المجاهدين من الثغور بعد أشهر من أجل هذا الحق من أجل الوفاء بحق الزوجة وحق الأولاد، نسأل الله أن يعينك على الخير، وتعوذي بالله من شيطان يريد أن يشوش عليك، ونحن نحب أن نذكر بأن الحياة الزوجية تضحيات، فاجعلي همك إصلاح الأبناء وتربيتهم، وإذا قصر والدهم فلا تقصري، ولا تحملي نفسك ما لا تطيق، ونسأل الله أن يهدي هذا الزوج لما فيه الخير والمصلحة للأسرة، وأن يؤلف القلوب.
ونوصيك أيضا بأن تجعلي بيتك جاذبا وثغرك باسما، فإن هذا أيضا من الأمور المهمة، وتعلمي كيف تلاطفين هذا الزوج إذا حضر وتهتمين به، وتظهرين الفرح بمجيئه ووجوده بينكم، فإن هذه أمور لها أثر كبير فالزوج عندما يشعر بأنه يقدر وبأنه يحترم فإنه يغمر زوجته بالحب والأمان، فهذا أمر تحتاجه كل أنثى، ويقوم برعاية أولاده، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، نسأل الله أن يسعدنا بصلاح نياتنا وذرياتنا.