لدي عدم ثقة بالنفس والآخرون يملون الحديث معي!

0 43

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، أعاني من عدم الثقة بالنفس، وأحيانا لا أستطيع أن أجاري من أمامي في الحديث، وعندما نجد موضوعا نتحدث فيه، ويطول الحديث فيه، يمل الطرف الآخر من الحديث، ويقول ما هذا؟ ألم يكف الحديث في هذا الموضوع ألا يوجد غيره؟ بالرغم من عدم وجود موضوع غيره بالفعل.

ذلك مثلما حدث في خطوبتي الأخيرة، اشتكت مخطوبتي لأمي من طول الحديث، وقالت لها: لا يمل، أحيانا نتحدث في موضوع تافه، ويطول الحديث بالرغم من كوني عائدا من العمل، ومتعبا، وأتحدث معها، وهي تمل من الحديث!

أنا بطبيعتي شخص طيب، وهادئ، وأحب أن يعاملني الآخرون كذلك، وبحب وحنان، ولكن الناس الآن تغيروا، ولم يبقوا كذلك، لذلك عندما أحاول أن أضع صفات لنفسي قوية أمام الناس أقول كلمات بدون قصد تمحو ما قلته عن الصفات القوية، وأظهر بالكذب وضعف الشخصية.

في أوقات كثيرة أقول كلاما غير مقصود، ويفهم بطريقة خاطئة، يعود بالضرر على نفسي.

أفيدوني، ماذا أفعل؟ حتى إن والدي بدؤوا بالملل مني ومن تصرفاتي، ويقولون: أنت لست غبيا ولست صغيرا، كيف لا تستطيع أن تقود الحديث؟ وأجد لوما وعتابا منهم.

أفيدوني، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في وقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه، وأما بخصوص ما تفضلت به فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: من خلال حديثك بدا لنا أمران هامان:

1- أنت شخص ودود وطيب، وتحدث غيرك من خلال تلك الطيبة دون تفرقة بين من يصلح معه هذا الأسلوب ومن لا يصلح معه.

2- أنت لديك ثقافة، ولكنها ليست عميقة ومتسعة، وهذا ما يجعل الحديث مملا عند البعض، وسبب ذلك يرجع إلى أحد هذه الأسباب:

- إما أن من تحدثه غير مهتم بالموضوع أصلا.
- أو مهتم به ولكن ليس بصورة ضرورية.
- أو أنك توضح الواضحات، أو تكرر المعاني بألفاظ مختلفة.

هذه الثلاثية متى ما فهمتها ستحسن أن تتعامل مع الناس بطريقة طبيعية، لا قلق منها، ولا اضطراب فيها.

لذلك عليك أن تسأل نفسك قبل الحديث المفصل لا العابر، نكرر -أخي- الحديث العابر لا يحتاج إلى هذه الأسئلة، لأنه جملة أو جملتان، أما الحديث المفصل فنحتاج أن نجيب على ما يلي:
- هل الموضوع هام للمتحدث؟
- هل عندي الخبرة في الحديثة فيه؟
- هل الوقت مناسب للحديث، وهل الطرف الآخر مهيأ للاسترسال؟
وقد تقول السؤال الأول والثاني يسير أن نتفهم إجابته، لكن المشكلة هي في السؤال الثالث:

نحن نعطيك علامات تفهم بها الإجابة على الثالث:
- إذا كان الطرف متفاعلا بالأسئلة إما استفسارا أو تعقيبا موافقة أو مخالفة، فالحديث بعيد عن الملل.
- إذا رأيت صمتا من أمامك أو محاولة انشغاله بشيء مختلف عن الحديث أو إطالة النظر فيك أو في أماكن متفرقة في المكان دون حديث، فاعلم أن الوقت قد حان للتوقف مباشرة، ولكن بطريقة ذكية كأن تقول له: على كل حال وجهات النظر لا تفسد للود قضية إذا كان أمرا خلافيا- أو أظن أننا أطلنا في هذا الحديث، ثم تسأله سؤالا عاما في أمر يحبه هو، واترك له مساحة للحديث.

أخي الحبيب: أنت إنسان طبيعي، فلا توهم نفسك أنك ضعيف الثقة بنفسك، ونحن نوصيك بعدة وصايا:

أولا: اعلم أن الثقة بالنفس إحساس داخلي، تستشعر به فيترجم إلى مواقف ثابتة، وحركات مستقيمة، فكن واثقا في معلوماتك قبل أي حديث، ولا تتخذ موقفا حادا إلا في قضية محسوبة.

ثانيا: استمع ضعفي ما تتحدث، واقرأ أربعة أضعاف ما تتكلم، فيما تريد الكلام فيه.

ثالثا: ابتعد عن تهويل الأمور أو تضخيم المواقف، فمن الطبيعي أن يحدث مثل تلك الخلافات في التعاملات الاجتماعية.

رابعا: لا تفكر كثيرا في نقد وجه إليك إلا بعين الاعتبار العارض، ونقد الناس ليس كله صوابا، لأن كل إنسان له ثقافته ورؤيته، فكما أن أفعالك كلها ليست صوابا فكذلك هم.

أوجد لك صداقات مختلفة ومتنوعة ومتعددة، وابدأ بأهل المساجد والمتدينين، وأصحاب الأفكار النافعة، وأصحاب المهن، فإن الاستفادة من الاحتكاك بهم جيدة، وأوثق حبالك بالله، واجعل لك مع الله خلوة تتحدث فيها مع سيدك ومولاك بكل ما تحب، وحافظ على أورادك وأذكارك، وستجد تغييرا بعون الله تعالى.

وفقك الله تعالى.

مواد ذات صلة

الاستشارات