السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
مشكلتي تتجلى في أني في هذه الأيام أصبحت أتجاهل أختي الكبرى عمدا، وذلك بعد أن قرأت حواراتها في الإنترنت سرا، مع العلم أني قمت بتسجيل ذلك. المهم أنني قرأتها كلها، واكتشفت أن أختي الطاهرة العفيفة، كما كنت أظن ليست كذلك، فلقد قبلت من طرف زميلها في الجامعة بعد موافقتها.
لا أعرف ما الذي جعلها تفعل ذلك رغم أنها تكرر دوما أنها تحب شخصا آخر، والله! أصبحت أحتقرها، ولا أستطيع حتى النظر في عينيها، ولو للومها.
طلبت مني النقاش والتحدث عن سبب هدا التجاهل، لكني رفضت؛ لأني لم أستطع القيام بذلك.
أرجوكم ثم أرجوكم ما السبيل لإصلاح ذلك؟ وما الذي يجب علي القيام به؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سليمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يبارك في الأحوال، وأن يرزقنا مراقبة الكبير المتعال.
فلا أظن أن التجاهل بدون ذكر الأسباب يفيد، ولذا فنحن لا ننصحك بالاستمرار في هذا الطريق، ولكن ندعوك لمحاورتها بهدوء والاقتراب منها وملاطفتها، وتخويفها من عقاب الله، وأرجو أن تقدمي بين يدي نصحك لها باقات من الاحترام، وأظهري لها الخوف على سمعتها والحرص على مصلحتها، مع ضرورة إظهار حبك لها والثناء على الجوانب الإيجابية فيها، وليس من المصلحة أن تعرف أنك تتجسسين عليها، حتى لا يجد الشيطان فرصته فتضيع القضية الأصلية.
أرجو أن تحرصي على الستر عليها، حتى لا تكسري في نفسها حاجز الحياء، وشجعيها على التصحيح، وافتحي لها خطوط الرجوع إلى الصواب.
ونحن نتمنى أن تكون أختك عفيفة طاهرة، وأن تظل كذلك، إذ ليس من الإنصاف الحكم على الإنسان لمجرد موقف واحد، خاصة إذا ظهر ما يدل على ندمها على الذي حصل، واعلمي أن احتقارك لها، ورفضك لتقبلها يعين الشيطان عليها ويدفعها لمزيد من الضياع.
وأرجو أن تضعي يديك في يدها، ولتحاوريها بهدوء عن أحوال الجامعة وعن علاقتكم بالشباب، وتخويفها من كثرة الكلاب والذئاب، وقولي لها: نحن نسمع أن هناك فتيات يتوسعن في علاقتهن مع الشباب، وهذا فيه خطورة على دينهن ومستقبلهن وسمعة أهاليهن.
ونحن نتمنى أن نسمع عنك الخير، فنحن فخورون بكونك فتاة محترمة، وإذا كانت قد طلبت منك النقاش فلا مانع من فتح الموضوع، ولكن بطريقة هادئة، وأرجو أن تطمئني إلى أن الموضوع سيظل سرا مكتوما؛ لأنك حريصة على راحتها النفسية، وأرجو أن تقولي لها: إن كثيرا من الفتيات أصبحن ضحايا للعلاقات العاطفية الهوجاء التي تتم من وراء الأسرة، وقبل ذلك مخالفة الشرع الحنيف الذي حرص على صيانة الأعراض.
ولا يخفي عليك أن استمرار التوتر بينكما سوف يلفت أنظار الآخرين، وعندها ستكون الخسارة كبيرة والثقة معدومة، ولن تتمكني بعد ذلك من حصر الموضوع، ولن ينفع عند ذلك الندم.
ونحن نوصي الجميع بتقوى الله وطاعته، ونذكركن بأن الشريعة تحب الستر للعيوب، مع إخلاص النصح لمن وقع في الخطيئة والذنوب.
ونسأل الله أن يصلح الأحوال.
وبالله التوفيق والسداد.