السؤال
السلام عليكم
د. أحمد المحمدي، أنا صاحبة الاستشارة رقم: ( 2520909)، قرأت الرد عددا من المرات والحمد لله كان جوابا شافيا أنهى شعوري بأني المظلومة كليا في القصة، وكان خطوة في تصحيح مفاهيمي عن الأمومة.
تبت مما فعلت، وبدأت أحاول التقرب من أمي، لكن أظن أن المشكلة الأساسية لم تحل، وهي أنها ترى البر في الدرجات المرتفعة فقط، عائلتي معتادة على كوني من الأوائل، لكن لم أعد في المدرسة والمواد تختلف الآن، وهي أصعب، لكن هذا أمر يصعب فهمه على أهلي، يظنون أن الأول على صفه سيكون الأول على دفعته في الطب التي يقارب عدد طلابها الألف.
هذا لا طاقة لي به، أنا أواجه صعوبة في الدراسة، وتنظيم الوقت، وأنا الوحيدة في كلية الطب في عائلتي، هم لا يفهمون نظام الطب، وإنه من الطبيعي أن تكون العلامات مخالفة للتوقعات، ولا أجد من يساعدني منهم في تنظيم أموري، لكنهم يجدون قريبي المتفوق حجة علي أنه كما استطاع تحقيق الامتياز؛ فسأستطيع أنا!
الامتحانات النصفية اقتربت، ولا أظن أنني سأحقق علامات مرضية، وفكرت عدة مرات بالتحويل إلى كلية سهلة جدا؛ لكي أستطيع تحقيق علامات مرتفعة، ولو أني أحب الطب وأهلي يريدونني فيه.
أفهم أن أبي يدفع دم قلبه علينا، وأفهم أن أمي تسعى لإيجاد بيئة دراسية لنا، لكن لا أستطيع تحقيق العلامات التي يريدونها، كيف لي أن أبرهم إن كان البر عندهم بالعلامات فقط؟ خاصة أمي، هي التي لا تسامح أبدا ولا تتفهم قدراتي، وسينشب خلاف قريبا بيننا على علاماتي في الامتحانات النصفية، وستعود شكوكهم بي، لكن سأحاول في الخلاف القادم ألا أرتكب مخالفات شرعية ضدهم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك مجددا في موقعك، وأحسن الله إليك أيها الدكتورة القادمة -إن شاء الله-، وجزاك الله خيرا على حرصك على بر والديك، وثقي أن الله الكريم لن يخذلك، ولن يضيع تعبك سدى، المهم بذل ما عليك وترك الأمر بعد ذلك لله عز وجل، ونريد أن نجيب على أسئلتك تباعا بنمط سؤال وجواب؛ حتى يكون أسرع إلى الفهم:
1- هل يعاقبني الله على بر لم أقدر عليه؟ الجواب: لا، فالله لا يكلف عبدا ما لا يستطيع فعله.
2- هل أنت مطالبة بتوضيح التفرقة لأهلك بين دراسة الطب والثانوية، وأن هذا ليس كتلك؟ الجواب: لا؛ لأنهم لن يتفهموا ذلك فأنت عندهم الوحيدة في العائلة في كلية الطب، وأنت عندهم سماء لا سماء بعدها، فلا تنشغلي بتغيير تلك القناعات.
3- هل أغير كليتي على الرغم من حبي للطب؟ لا، بل عليك تجديد نيتك لتكوني غدا طبيبة تداوي الجروح وتحتسب الأجر عند الله، فما أسعدك حين تكونين طبيبة تخفف ألم المرضى، وما أسعدك بعودة ابتسامة مكلومة على ولدها أو مكلوم على ابنته، إذن عليك فقط تجديد النية لا تغيير الكلية.
4- إذا لم أستطع أن أكون الأولى على الدفعة، فهل علي ذنب؟ لا حرج عليك، وليس من شرط التفوق أن تكوني الأولى، بل عليك فقط الاجتهاد.
5- كيف سأواجه أهلي إذا لم أكن الأولى؟ ستكون الأمور طبيعية، وربما لن يسأل أحد إذا ما حصلت على أعلى الدرجات الممكنة عما يجول بخاطرك، المهم أن تفعلي ما عليك فعله دون النظر إلى عواقبه.
6- ما الذي يجب علي فعله اليوم؟ عليك فعل ما يلي:
- الإحسان إلى الأهل وتوثيق العلاقة بهم.
- الإيجابية في التعامل مع الكلية، وعدم وضع تصور سلبي مسبق، بل صوبي الهدف على النجوم وحلقي في سماء أحلامك ولكن بالعمل والاجتهاد، وثقي أن الله لن يضيع أجر من أحسن عملا.
- اجعلي لك وردا دائما من النافلة والأذكار والدعاء، وأشغلي نفسك كذلك بين كل مادتين أو بين كل شوطين في المذاكرة بالتسبيح والدعاء والاستغفار، فإن هذا نافع -بإذن الله-.
أختنا الطبيبة: إن شاء الله نحن على يقين بأن الله سيكرمك، ونحن في الموقع ندعو الله أن يسعدك، وأن يحقق أمانيك، وأن يمكنك من العلوم الطبية حتى تكوني طبيبة تنتفع بها أمة الإسلام، فانهضي -أختنا- فإن كثيرا من الفقراء والمساكين والمرضى يحتاجون إلى أطباء صالحين وطبيبات صالحات، فجددي النية وتوكلي على الله، ونحن في انتظار بشارتك لنا بتفوقك بأمر الله.
وفقك الله ورعاك، وكتب الله أجرك، والله الموفق.