السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي رغبة ملحة بتحريك أذني منذ سنتين حتى تعودت عليه، وهذا الشيء جعلني أعاني من الصداع والألم في أذني، وأيضا يحرجني ويشتت تركيزي، لا أعلم هل هذا بسبب الوسواس القهري، أم أنه عقدة نفسية؟ وهل له علاقة بالجينات الوراثية والحالة النفسية؟ لأن طفلتي ذات 6 سنوات تقوم بتحريك أكتافها بحركات رتيبة، وإغماض عين واحدة دون الأخرى والعكس بحركات لاإرادية، وعند التحدث معها تضحك وتقول: أنا أريد فعل هذا، فهل هذا مرض نفسي في عائلتنا؟ وما هو الحل؟
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب.
أخي: الحركات اللاإرادية النمطية من نوع تحريك الأذن ربطت كثيرا بالوساوس القهرية، تجد الأبحاث العلمية تربطها بذلك، وهي ليست وراثية حقيقة، لا نستطيع أن نقول أن هناك جينا معينا هو الذي يؤدي إلى الوراثة، ربما يكون هنالك بعض الميول الأسرية، لكن هذا يكون مكتسبا أو متعلما، لأن الأسرة تعيش في محيط واحد.
أخي: طبعا حركة الأذن هذه أو الرغبة في تحريكها يجب أن تتجاهلها تماما، ويجب أن تستبدلها بشيء آخر، قل لنفسك: (بدل أن أحرك أذني سوف أحرك السبابة المسبحة وأقول: لا إله إلا الله، سبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أستغفر الله العظيم)، أو قم بأخذ نفس عميق، أو أي شيء آخر بديل، يجب أن تقنع نفسك بذلك.
التجاهل مع التحقير واستبدال الفكرة أو الفعل بما هو مخالف لها، طبعا يساعد في العلاج، ولا شك في ذلك، وأنا أرى أن هذا هو التدبير العلاجي الرئيسي، وطبعا الأدوية المضادة للوساوس تساعد أيضا في اختفاء مثل هذه الأعراض، فإن أردت أن تجرب أحد الأدوية السليمة، أنا أرى أن عقار (الفافرين) والذي يعرف باسم (الفلوفوكسامين) هو الدواء الأنسب في حالتك، ولا تحتاج أن تتناوله بجرعة كبيرة أبدا، جرعة صغيرة ولمدة قصيرة، جرعة البداية هي: 50 ملغ ليلا لمدة أسبوعين، ثم تجعلها 100 ملغ ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 50 ملغ ليلا لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.
الجرعة القصوى للفافرين هي 300 ملغ يوميا، لكنك لست في حاجة لهذه الجرعة.
طبعا ممارسة تمارين الاسترخاء باستمرار سوف تفيدك كثيرا، هذه التمارين - تمارين الاسترخاء- والتي تتمثل في تمارين التنفس المتدرج، تمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها لها فائدة عظيمة جدا في مثل حالتك هذه.
كما أن الرياضة خاصة رياضة المشي أيضا تكون مفيدة، وتجنب الفراغ مهم جدا، الفراغ الذهني والفراغ الزمني؛ لأن الإنسان إذا كان لديه فراغ كثير ينشغل بسفاسف الأمور، حتى وإن كانت إرادية أو غير إرادية، لكن الإنسان الذي يحسن إدارة وقته قطعا لا يلتفت لمثل هذه الأشياء.
هذه هي النصائح التي أود أن أذكرها لك، واعتبر أن هذه الظاهرة ظاهرة بسيطة، وسوف تختفي -إن شاء الله-.
بالنسبة للابنة -حفظها الله-: تحريكها للكتفين بحركات رهيبة ورتيبة وقيامها بغمض العينين؛ هذه الظاهرة نراها لدى بعض الأطفال، وهي تسمى (TICS) وهذه أيضا قد تكون ناتجة من شيء من العصابية لدى الطفل، أو أن الطفل بدأ أصلا بتقليد طفل آخر مثلا، وفي بعض الأحيان تنتهي تلقائيا، وفي أحيان أخرى نقول للناس: يجب أن يذهبوا ويقابلوا طبيب الأعصاب أو الطبيب النفسي المختص في علاج الأطفال.
هي ليست علة كبيرة، لكن طبعا مزعجة لكم، وطبعا التجاهل مهم، يعني: يجب أن نجعل هذا الأمر موضوعا، فقط حين تبدأ في تحريك كتفيها مثلا نصرف انتباهها من خلال أن تناديها أنت أو والدتها، توجيهها مثلا لشيء ما، عمل ما، إعطاؤها مثلا لعبتها لتمسكها، وهكذا، فصرف الانتباه عن الانقباضات العضلية المفاجئة أحد وسائل العلاج الجيدة جدا.